المؤتمر الصحفي للمسرحية الجزائرية “جي بي إس “..المخرج شرشال: “اعتمدت على مختبر تمثيلي، يضع الممثل في الواجهة، معتمدا عبقرية أداء الممثل.

المؤتمر الصحفي للمسرحية الجزائرية “جي بي إس “..المخرج شرشال: “اعتمدت على مختبر تمثيلي، يضع الممثل في الواجهة، معتمدا عبقرية أداء الممثل.

وقال شرشال خلال المؤتمر الصحفي الذي أداره الزميل رسمي محاسنة: “لا تنتظروا مني أن أجيبكم عن معنى عنوان “جي بي أس”، ولا عن محتوى المسرحية، لأنني بهذا لا أريد أن أكون كالذي ينهى عن منكر ويأتي بمثله، مبررًا ذلك برغبته بعدم التأثير على المتلقي تاركًا له حرية الفهم والاشتباك مع مسرحيته.

ونبه المخرج بأنه لا يريد أن يكون وسيلة توجيه، أو التأثير على المتلقي. وبالنسبة لطريقة العمل التي اعتمدها في العمل بيّن شرشار “اعتمدت على مختبر تمثيلي، يضع الممثل في الواجهة، معتمدا بحسب قوله: على عبقرية الممثل من خلال اقتراحاتهم. وقال إنه في أول يوم التقى بالممثلين سلمهم السيناريو، مفسرًا لأن العمل صامت، سيناريو مكتوب بإرشادات من أولها لآخرها، وذكر أنه قال لهم: “لا تحترموا هذا السيناريو”، من هنا بدأ التفاعل في إنجاز العمل.

وبين شرشار أن العمل أنتج من طرف المسرح الوطني الجزائري الذي سهل المهمة رغم صعوبة العمل المسرحي في مؤسسات المسرح الجزائري، مستذكرًا مصممة الرقصات ابتسام بودريس. وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين، قال شرشار: “قد يتخيل البعض أن مصطلح الاشتغال على الجسد بانه سيكون أمام عرض راقص، أو عرض لتعبير جسماني، مؤكدا أن “العمل بعيد عن كل هذا”.

وأوضح شرشار بأن المسرح فعل، والفعل ينقسم إلى أربعة اقسام، وهي: الفعل اللفظي، الفعل السيكولوجي، الفعل الفيزيائي، الفعل الميكانيكي، مضيفًا أن تجربتنا في هذا العمل هي الاستغناء عن الفعل اللفظي، مفسرًا السبب بما يحدث في بلدي (الجزائر).

وأبدى شرشار أسفه من نسبة الثرثرة والاستسهال اللفظي الذي تعتمد عليها كثير من مسرحياتنا العربية،التي تجعلني دائماً اخرج من المسرح، ففكرت في أن أكون متطرفاً في اختياري لكي أقابل هذه الثرثرة بحل جذري، لذلك اعتمدت هذا الشكل المتطرف، وأؤكد أنني لست ضد النص، مستدركا، من أنا حتى أقف ضد شكسبير او موليير، للمسرح نصوص راقية.

وفسر شرشار سبب إلغاء الفعل اللفظي في مسرحيته، بقوله إن الموسيقى أرقى من المسرح في عالمية لغتها، متسائلًا كيف يكون المسرح (أبو الفنون) وابنته تفوقه عالمياً، وتفوقه مجالاً، فرأيت الحل في إلغاء الفعل اللفظي حتى يكون العمل عالمياً، يستطيع أي أحد ان يشاهد العرض مهما كانت لغته أو جنسيته.

وحول تقييم الفرجة بالجسد فقط، قال شرشار: لا نعتمد الجسد كراقص، لكن نعتمد على الأفعال الثلاثة التي ذكرتها، ونعتمد الفعل الفيزيائي. وقال شرشار إن مشكلة المسرح في الوطن العربي تتمثل بجعل النص هو الأساس والمحور، ويصبح الممثل والمتعاونين الفنيين خدماً لهذا النص.

وحول اختيار فريق المسرحية، قال شرشار: ” اعتمدت في السينوغرافيا على عبدالمالك يحيى وهو أستاذ بمدرسة الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، واعتمدت في الموسيقى على عادل عمامرة وهو خريج المعهد الموسيقي العالي للموسيقى، كما اعتمدت على مصمم الإضاءة شوقي وهو تقني معروف.

ومصممة الرقصات ابتسام بودريس، لافتًا أنها أول تجربة قمنا بها بالجزائر حيث كانت معنا موثقة للعرض خطوة بخطوة، موثقة لإنتاج العرض وتدريبه وهي بصدد إنجاز كتاب حول هذه التجربة من خلال كل مراحلها حتى العرض الأولي، مشيرا إلى أننا نعمل أكثر من ثماني ساعات يومياً، ولأربعة أشهر، لأننا نعتبر أن المسرحية فن حي لا يجب قتله بعرض شرفي أولي فقط. وبخصوص تجربته في مثل هذه العروض التي لا تعتمد الحوارات في المسرح، قال شرشار: هذه التجربة الثانية في هذا المضمار، ولكن هذه التجربة لها امتداد من قبل، فأنا من المخرجين الذين تعاملوا مع نصوص عالمية، وأخرجت مسرحيات فن الكوميديا، واخرجت هاملت لشكسبير، وعدة أعمال أخرى.

وختم شرشار حديثه بالقول إنه تلمذ بطريقة عملية مع كبار الكتّاب العالميين، وأن اختياره للانتقال لهذا النوع من المسرح لم يكن عبثاً، بمنتصف الطريق، يقولون عني بالجزائر انني اكتب جيداً، اكتب للتلفزيون والمسرح، لكن علي ان اختار اما المؤلف وأما المخرج، اخترت المخرج وقتلت المؤلف بحثاً عن المسرح والمسرحة. فريق العرض تحدث مؤكدًا أن تجربة “جي بي اس” فريدة من نوعها، كون المسرح في العادة يعتمد على الحوار اللفظي الذي يفهمه المتلقي، لكن في “جي بي اس”، كان الصمت والجسد هما لغة العرض.

Sat Lights

شارك في نشرتنا الاخبارية واحصل على صور حصرية & ورسالتين اخباريتين كل شهر
Casibom