حلّ مساء أمس الأحد 7 جوان 2020 نبيل القروي رئيس حزب قلب تونس ضيفا على برنامج "مع سماح مفتاح" بقناة حنبعل. وتناول الحوار بمختلف فقراته عدّة محاور أبرزها دخول نبيل القروي إلى الساحة السياسية ثم إيقافه وسجنه قبيل الانتخابات مرورا بعلاقته مع عدّة شخصيات سياسية أهمّها يوسف الشاهد رئيس الحكومة السابق.
كما تتطرق الحوار إلى موقف قلب تونس من الائتلاف الحاكم والجدل حول تحالف حزبه مع حركة النهضة بالبرلمان واختتم بعدّة مواضيع أخرى أبرزها موقفه من تصريح عبد اللطيف المكي ومدى اهتمام قلب تونس بالمشاركة في الحكم إضافة إلى تطرق لحياته الشخصيّة وعلاقاته. واعتبر نبيل القروي أنّ حزب قلب تونس أحسن التفاعل سياسيا في كلّ قراراته مشيرا "للمرّة المائة والخمسين" على حدّ تعبيره أنّ تصويت حزبه في رئاسة المجلس لراشد الغنوشي لا يعتبر تحالفا بل هي خطّة وفق حسابات فرضتها الوضعيّة في البرلمان وتفاديا لاستحواذ أحزاب أقليّة أو حركات متطرفة على رئاسة المجلس ولو افترضنا أنّه تحالف لما تمّ إسقاط حكومة الجملي.
وأكّد رئيس حزب قلب تونس أنّ مصلحة البلاد تقتضي عمل الحزب الأول مع الحزب الثاني بالبلاد وفقا لنتائج الانتخابات واحتراما لإرادة الناخبين وهنا أشار إلى الدوافع وراء سجنه قبل الانتخابات حتّى يتم إقصائه من المنافسة وتشويه سمعته وبالتالي سمعة الحزب.
وأضاف القروي أنّ القانون الانتخابي في تونس اليوم غير سليم إذ جعل من الحزب الأوّل يحكم بطريقة أحديّة دون تشريك أحزاب أخرى، قائلا ''اليوم في بلادنا مانجموش إنكونو هكة'' لذلك سعت الحكومة لتحقيق التوافق مؤكدا أنّ الاستقرار مرتبط بعمل الحزب الأوّل مع الحزب الثاني أيّ حركة النهضة مع قلب تونس غير أنّ ما حدث أنّ الائتلاف الحاكم جمع أطرافا غير قادرة على التوافق وهي في كلّ مرّة تتوجّه للمعارضة لإنقاذها خاصّة فيما يتعلّق بأمور التصويت على مشاريع القوانين في البرلمان.
وأقرّ نبيل القروي أنّ سجنه باطل معتبرا أنّ الشعب التونسي لم يتمكّن بذلك من فهمه والإطلاع على برنامجه السياسي مؤكّدا أنّ حزب قلب تونس جاء ليحكم وهو مؤمن بالديمقراطيّة إلاّ اختيار رئيس الجمهوريّة جعل الفخفاخ يقصي قلب تونس من الحكومة وعليه فقد تموقع الحزب في المعارضة وترأس لجنة الماليّة باعتبار أنّ كتلته هي أكبر كتلة في المعارضة. وشدّد القروي أنّ قلب تونس لم يسع إلى المعارضة بل فُرضت عليه، كما أنّه غير معني بالمشاركة في الحكومة في ظلّ الظروف الحاليّة إلاّ أنّه قادر على المساهمة في الدفع بمصالح تونس والعمل على تحقيق النماء من خلال موقع المعارضة وبرئاسة لجنة الماليّة.
وفي تعليقه على على إسقاط لائحة الدستوري الحر في التدخل الأجنبي في ليبيا، أشار أنّه ضدّ التدخّل الأجنبي في ليبيا وأنّ الحلّ يجب أن يكون ليبي ليبي مفيدا ''لسنا قوّة عظمى للتدخل بل يمكننا التخفيف من الضرر على تونس ومصلحة تونس'' في علاقة بليبيا. وأّكّد رئيس قلب تونس انّه كان يتمنى ومن المفترض أن تُقدّم لائحة لمقاومة الفقر والتهميش ليتفاعل معها الناس بدلا من تقديم لائحة تخصّ الشأن الليبي مضيفا أنّ قلب تونس سيقدّم بهذه اللائحة للبرلمان.
وعاد القروي في حواره إلى علاقته برئيس الجمهوريّة الراحل الباجي قايد السبسي قائلا''خذيت درس من عند الباجي'' مشيرا أنّ هدفه مقاومة الفقر ولا غاية له بالصراع مع أي حزب ومعتبرا أنّ حكومة يوسف الشاهد اتهمته بالفساد لكي يسقط في الانتخابات. وشدد رئيس قلب تونس أنّه إنسان واقعي وبراغماتي، قائلا ''لا يمكن أن توجد حكومة دون النهضة''.
وأكّد قائلا '' ما عندي حتى مشكلة لا مع النهضة لا مع التيار لا مع الشعب ولا ائتلاف الكرامة فقط مع تحيا تونس'' وأعطى مثالا على ذلك بالحديث عن التيار ومحمد عبو الذي اعتبر أنّه قضّى حملته الانتخابية في شتم في يوسف الشاهد ''واليوم أصبحوا أصدقاء'' وأضاف قائلا ''هم ليسوا أشخاص جديّين''، وفي ما يخصّ الدستوري الحرّ قال ''عبير موسي عندها خطّ واضح والله أعلم وين باش إوصّلها''.
أمّا في فقرة الألوان وبالحديث عن تصريح القيادي في حركة النهضة عبد اللطيف المكي بشأن حزب قلب تونس وقوله أنّ بإمكان الحزب التواجد في الحكم حين يصفّي وضعيته القانونيّة من ناحية الجمعية والقضاء، علّق نبيل القروي باختياره اللون الأحمر قائلا ''لا'' الحزب ليس له قضايا وأضاف قائلا ''النهضة عندها تلافز مش تلفزة وقضايا ''قضية الجهاز السرّي'' وعندها جمعيات مش جمعيّة'' كما ندد بالظهور المسرف للمكي في وسائل الإعلام معتبرا أنّ الفضل في السيطرة على الكوفيد تعود لجيش تونس الأبيض وأنّ ما قام به وزير الصحّة "موش مزيّة". وتساءل رئيس قلب تونس في هذا السياق عن نقود صندوق 1818 ومسألة الـ400 تحليل التي وعد بها المكي مذكرا أنّ جمعيّة أنّ ''خليل تونس'' عالج الكثير من التونسيّين أيضا.
وفي تعليقه على وضعيّته القانونيّة، أوضح أنّ له قضيّة دامت ثلاث سنوات عند حاكم التحقيق وقبل شهر من الانتخابات أصبحت القضيّة قضيّة فساد وتبييض أموال، كما أشار إلى أنّه بعد ذلك أمضى 15 ساعة مع حاكم التحقيق ولم يأمر بتوقيفه وقرّر تحجير السفر وتجميد الأموال.
وأضاف أنّه طلب رفع تحجير السفر لتوقفه دائرة الاتهام ومحكمة التعقيب اعتبرت ذلك باطلا وأفاد قائلا ''لديّ ثقة في القضاء'' وللتوضيح أكثر أكّد أنّ قضيته مازالت عند حاكم التحقيق. وعلى المستوى الاقتصادي والوضعيّة الدقيقة للبلاد شدّد نبيل القروي على أنّ ما تعانيه تونس اليوم هو نتاج سياسيات الحكومات المتتالية التي أثقلت كاهل البلاد قائلا أنّ ضغط كبير على الناس مشيرا إلى ضرورة إلغاء الرخص لفتح المشاريع لأنّ الضعفاء لا يمكنهم دفع الضرائب. أمّا فيما يخص المؤسسات العمومية والخاصّة والبنوك فقال القروي أنّه لا بدّ من معالجة كلّ حالة على حده كما لابدّ من تشجيع المبادرة والعمل على فتح الآفاق.
وتعرّض القروي أيضا إلى بعض الأخطاء الاتصالية التي أقدم عليها رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد واكتفى بالإجابة عن المواضيع التي هو على دراية بها. وعبّر القروي عن مساندته للنادي الإفريقي واستعداده لمساعدته إلاّ أنّ الأولويّة للعمل على إنماء حزبه وكتلته في البرلمان كما أشاد بوطنيّة الراحل الباجي قايد السبسي وحنكته السياسيّة ولم ينف أنّ الغنوشي يعدّ رجلا عاقلا ذو خبرة. بعودته على جمعيّة ''خليل تونس'' أشار أنّ الهايكا تريد إيقاف البرنامج وتمارس في العديد من الضغوطات على البرنامج قائلا ''هذا ضغط غير مقبول''. وشدّد على أنّ برنامج ''خليل تونس'' يجب أن يستمرّ لمساعدة الشعب وأكّد أنّ الجمعيّة ستتواصل ''أكبر منصّة في تونس وفي تاريخ تونس''.