المؤتمر الصحفي لمسرحية “خرافة” التونسية .. مأساة الإنسان حين يصبح في موته

المؤتمر الصحفي لمسرحية “خرافة” التونسية .. مأساة الإنسان حين يصبح في موته

وبين انخيلي في المؤتمر الصحفي الذي أداره الزميل رسمي محاسنة ،أن اختيار النص جاء حسب تصور المشروع الذي تم تأسيسه بفرقة كرنفال، وهي فرقة تأسست عام 2014، مضيفا “كان مشروعنا مبني على التفكير العميق والبحث في كسر كل ما هو مسرح تقليدي أو مسرح السائد النمطي”. وكشف انخيلي بأن فكرة مسرحية جاءت منذ عام 2014 وقام رضوان عيساوي باختيار النص من الكاتب العراقي علي عبد النبي الزيدي وتواصل معه وأخذ منه الموافقة وعملوا عليها في تونس.

وحول العمل قال انخيلي بانه صعب ودقيق، لأنه يحكي عن مأساة انسان فارق الحياة، وفي مفارقته للحياة كان يرغب في انه يجد معنى حقيقي لحياته، مهرب من واقعه المرير، فيجد نفسه في واقع آخر، واقع كان يجد فيه الغربة، كأنه غريب في موطنه، وغريب عن أناس، وغريب عن ذاته التي لم يجدها في حياته الدنيوية، حلم ان يلقاها في حياته الأخروية، ولكن يكتشف مرارة من نوع آخر، جعلته يدخل في إشكالات وتفكير جديد في ماهية واقعه، هل انه حقيقة ام زيف، هل هو الواقع الذي هرب منه والواقع الذي أصبح، اين تكمن الحقيقة، وهذا سؤال جدلي جوهري فلسفي فكري جعلنا نتساءل أين تكمن الحقيقة، هل فيما نعيشه الآن، الموجودات والكائنات الدائرة بنا كإنسان، هل نحن موجودون بطبيعتنا وثقافتنا بخطابنا، هل موجودون حقاً، ونمارسه بإنسانيتنا حقاً، هذه مسألة محيرة نوعاً ما، نحن نعيش في صراع ذاتي وصراع كوني.

مؤلف المسرحية الكاتب العراقي علي الزيدي بدوره أشار إلى أن “خرافة” تشتغل على موضوعة الموت، مضيفا “باعتقادي موضوع الموت بالنسبة لي كعراقي هي الحياة، الموت هو الحياة، هكذا أحاول ان أفسر هذه المفردة التي تبدو لي أنها مفردة لكثير من الفقدان والآلام، ولكننا اعتدنا عليها حتى باتت جزء من حياتنا اليومية. انك انسان حياتك مهددة بأي لحظة”.

وأضاف الزيدي ” الاخبار تتلاحق عن قتل فلان وفلان واغتيال فلان وفلان وكأن الموضوع طبيعي، عندما تشاهد نشرة اخبار تبث مشاهد الموت، وأنت تأكل وكأن الموت الذي أمامك لا شيء، هذه المفارقة الكبيرة في حياتنا، كيف نجر هذه المفارقة للمسرح، في خرافة هكذا فعلنا، لا اريد ان اتحدث عن ثيمة العرض، تحدثنا عن هذه المفارقة كيف يتحول الموت لحياة”.

وأضاف الزيدي “سنقدم عرضاً يليق بالمسرح التونسي، بأسمائه وتاريخه وتجاربه التي نعرفها جيمعاً ونفتخر بها، ويليق بمسرحنا العراقي بتاريخه الصاخب بالاسماء والتجارب والبيانات والأحلام”.

وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين قال انخيلي إن العمل تجاوز الإطار المكاني والزماني، تجاوز العراق، لأنه اصبح كأنه يخاطب ما نحمله من أوجاع في هذه الحياة، مبينا “صحيح ان الخلفية الألم الذي نعيشه مؤلم، ولكنه تجاوز ذلك الإطار، أنه أصبح يخاطب في وجع الإنسان وليس في الوجع العراقي، وجعنا، ما نشهده من غياب المعنى الحقيقي للمفاهيم والمبادئ للقيم، لمفهوم الانسان في وجوده وفي معارفه الحقيقية، وفي أصوله وفي حضارته، ما نشهده من تمزق في هذه الأرض من ما يسمى بالعولمة، هناك غزو فكري خطير، كأننا لم نعد نعيش في اوطاننا، اصبحنا غرباء في اوطاننا. غربة في الاغتراب”.

Sat Lights

شارك في نشرتنا الاخبارية واحصل على صور حصرية & ورسالتين اخباريتين كل شهر
Casibom