شهد حفل الافتتاح حضور مجموعة من الشخصيات البارزة، من بينهم المهندس نجيب ساويرس، مؤسس المهرجان ورئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، والمهندس سميح ساويرس، مؤسس مدينة الجونة ورئيس مجلس إدارة المهرجان، واللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، والفنانة القديرة يسرا، عضو المجلس الاستشاري الدولي للمهرجان. كما حضر محمد عامر، المدير التنفيذي لمدينة الجونة والمدير العام لشركة أوراسكوم للتنمية – مصر، وعمرو منسي، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي للمهرجان، وماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان، والأستاذ إنتشال التميمي، المدير السابق للمهرجان وعضو اللجنة الاستشارية العليا.
ويأتي هذا الحدث الكبير ليعكس روح مدينة الجونة، التي تُثبت، من خلال مهرجانها السنوي، أنها ليست مجرد وجهة سياحية، بل مدينة رائدة تتموضع كمركز للفن والثقافة في مصر والمنطقة. فمنذ انطلاقه، تبنّى مهرجان الجونة السينمائي دورًا محوريًا في ترسيخ مكانة المدينة كحاضنة للإبداع، ومنصة تحتضن الأصوات المتنوعة وتدعم الحوار الفني، مُجسِّدًا رؤية الجونة كمدينة تنبض بالحياة وتحتفي بالإنسانية عبر الفن. وبفضل طبيعتها وتنوّع مجتمعها، تظل الجونة مدينة شاملة تُرحّب بالجميع، وتستقطب المبدعين ومحبّي الفن من مختلف أنحاء العالم، مما يعكس طابعها الدولي وروحها المتسامحة.
بدأ الحفل بعزف السلام الوطني المصري، لتتبعه مقدمة بصوت الإعلامي أنس بوخش، الذي رافق الجمهور طوال الحفل بصوته الدافئ وحضوره الهادئ، مؤديًا سلسلة من التعليقات الصوتية التي شكّلت الخيط الإنساني للحفل. وتضمّن الحفل أيضًا عرضًا خاصًا للفنان طه دسوقي، الذي أضفى أجواءً من البهجة والمرح. كما عُرض خلال الأمسية فيديو خاص لتكريم الراحلين من أهل الفن، في لحظات امتزجت فيها الدموع بالفخر، واستُعيدت فيها وجوه صنعت تاريخ السينما وبقيت حاضرة في الذاكرة.
وفي فقرة موسيقية استثنائية، قدّمت الفنانة لي لي فريد مجموعة من أغاني الأفلام العالمية والمصرية مثل Nessun Dorma وLa Vie en Rose وVolare وJai Ho وتيتو ومافيا، لتأخذ الجمهور في رحلة عبر لغات وثقافات متعددة تعكس روح المهرجان المنفتحة على العالم. وشاركتها الغناء الطفلة عائشة السويدي، كما أضافت المقاطع الصوتية التي قدّمها إيهاب شاوي عمقًا فلسفيًا وإنسانيًا عبّر عن جوهر الحكاية السينمائية والرحلة الداخلية للإنسان في بحثه عن ذاته وعن الجمال.
واختُتم الحفل برسالة إنسانية مؤثرة جاءت في كلمات أنس بوخش التي لخّصت روح المهرجان، مؤكدةً أن ما يجمع البشر أقوى من المسافات والاختلافات، وأن الفنَّ هو مرآة الإنسانية التي توحدنا جميعًا. وبعدها كان عرضُ الألعابِ النارية (الفايروركس) للفنان أحمد عصام إعلانًا ببدء الدورة الثامنة.
وفي تفاصيل الحفل، قدّمت النجمة يسرا، عضو المجلس الاستشاري، جائزة «الإنجاز الإبداعي» للنجمة منة شلبي، وأعربت عن سعادتها بتقديم الجائزة للفنانة منة شلبي، وأشادت بموهبتها وانتقائها الأدوار القوية على مدار رحلتها الفنية.
ومن جانبها، شكرت الفنانة منة شلبي الفنانة يسرا وأساتذتها من الفنانين والمخرجين على مدار رحلتها الفنية، وأعربت عن امتنانها للعمل مع فنانين عظام مثل يسرا، ومحمود حميدة، وليلى علوي، وإلهام شاهين، ومحمود عبد العزيز، وأنهت كلمتها بشكر المخرجين السينمائيين الذين صدقوا في موهبتها، وأهدت الجائزة إلى والدتها الفنانة زيزي مصطفى، والمخرج رضوان الكاشف.
وفي كلمته، قال المهندس نجيب ساويرس، مؤسس مهرجان الجونة السينمائي ورئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة: «أهلًا بكم في الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، حيث نواصل رحلتنا تحت شعارنا الدائم سينما من أجل الإنسانية. آمنا منذ البداية أن السينما أكثر من مجرد فن، فهي لغة عالمية تكشف جوهر الإنسان وتعكس آلامه وأحلامه، وتمنحه القدرة على تخيّل واقعٍ أكثر عدلًا ورحمة. واليوم نفخر بأن مهرجان الجونة أصبح منارة ثقافية وملتقى تتلاقى فيه الرؤى، وتولد من خلاله الأفكار والأمل من قلب الإبداع».
وقال المهندس سميح ساويرس، مؤسس مدينة الجونة ورئيس مجلس إدارة مهرجان الجونة السينمائي: «منذ خمسةٍ وثلاثين عامًا، وقفت هنا عندما كانت هذه المنطقة لا تزال صحراء. واليوم، يشرفني أن أقف بينكم ونحن نحتفل بالدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي. على مرّ السنين، تطورت الجونة لتكتسب هوية مميزة كمركزٍ للثقافة والإبداع، حيث أصبح المهرجان جزءًا من فعالياتها السنوية».
وأشار سميح إلى أن منصة «سيني جونة» تواصل توفير الفرص لعدد متزايد من المواهب الشابة، لتمكين صنّاع الأفلام الصاعدين ودعم الجيل القادم من رواة القصص، مؤكدًا أن مصر كانت وستظل رائدة في الفن والإبداع والقوة الناعمة، وأنها تواصل إلهام المنطقة والعالم بأسره.
وفي كلمته، أعرب اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، عن سعادته بكتابة فصل جديد في مهرجان الجونة باستضافة محافظة البحر الأحمر، حيث تتحول شاشات العرض إلى ساحات حوار تعكس وجهات نظر تُثري المشهد الثقافي في المنطقة. وأضاف: "إن مدينة الجونة ومحافظة البحر الأحمر قد تم تصنيفهما ضمن أفضل أربع وجهات سياحية على مستوى العالم من حيث مستوى الخدمة والتجربة السياحية". وفي نهاية كلمته، شكر المؤسسين والرعاة وفريق عمل المهرجان.
وقال عمرو منسي، المدير التنفيذي والمؤسس الشريك لمهرجان الجونة السينمائي، خلال كلمته في حفل الافتتاح: «يسعدني أن أرحب بجميع ضيوفنا المميزين، أصدقائنا الأعزاء، ومحبي الجونة، وصنّاع الأفلام، والمنتجين، وكل من يعشق السينما. إنه لشرف حقيقي أن نحتفي سويًا بانطلاق الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي». وأضاف: «حين بدأنا التخطيط لعودة المهرجان هذا العام، كنا نأمل أن يحالفنا الحظ وأن يتزامن الموعد مع حدثٍ مميزٍ على الساحة العالمية، ولحسن الحظ تحقق ذلك، وكأن القدر أراد أن يذكّرنا بأن الفن والثقافة دائمًا يجدان لحظتهما المناسبة».
وأشار إلى أن موعد المهرجان هذا العام يأتي بين حدثين تاريخيين كبيرين في مصر، هما قمة السلام في شرم الشيخ والافتتاح الكبير للمتحف المصري الكبير، معربًا عن فخره بمصر «أرض التاريخ والثقافة والسلام»، وبتحول الجونة إلى مساحة تلتقي فيها الإبداع بالإنسانية.
وأوضح منسي أن الدورة الثامنة من المهرجان تُجسّد روح الإبداع والتجدد التي تميّزه، إذ تقدّم تجربة ثقافية متكاملة تجمع صنّاع السينما من أنحاء العالم، وتشمل عروضًا لأفلام حائزة على جوائز كبرى مثل السعفة الذهبية والأسد الذهبي والدب الذهبي. كما يتضمن البرنامج خمسة أفلام تمثل الترشيحات الرسمية لبلدانها لجائزة الأوسكار، إلى جانب شراكة مميزة مع منصة Netflix التي ستعرض ضمن فعاليات المهرجان فيلم فرانكشتاين.
كما أكّد أن منصة «سيني جونة» تواصل دعمها للمواهب العربية الشابة، موضحًا أن العديد من المشاريع التي احتضنتها المنصة شاركت لاحقًا في مهرجانات عالمية مثل كان وفينيسيا وبرلين ولوكارنو وتورنتو وسندانس. وأشار إلى أن المنصة استقبلت هذا العام أكثر من 290 طلبًا للمشاركة، وهو الرقم الأعلى في تاريخها.
واختتم منسي كلمته بالإشارة إلى دور السينما كأداة للتأثير والتغيير الإيجابي، معلنًا تجديد الشراكة مع الأمم المتحدة ووكالاتها، ومنها برنامج الأغذية العالمي، دعمًا للقضايا الإنسانية الكبرى.
وأعربت المديرة الفنية للمهرجان ماريان خوري عن سعادتها بالمشاركة للمرة الثالثة في افتتاح الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، مؤكدة أن المهرجان يواصل مسيرته رغم التحديات، ويقدّم برنامجًا ثريًا بالأفلام والنقاشات والمعارض، مع دعم مشروعات الشباب من مصر والعالم العربي، واستضافة نخبة من أبرز صنّاع السينما.
وأشادت خوري بدور السينما كصوتٍ إنساني في مواجهة قسوة الواقع، معبّرة عن فخرها بعودة برنامج «نافذة على فلسطين» الذي يمنح صنّاع السينما في غزة فرصة لرواية قصصهم وتحويل الألم إلى فن، مؤكدة أن «الفن لا يُحتل، وأن الحلم يظل ممكنًا مهما كانت الظروف».
كما احتفت بمسيرة النجمة يسرا، التي وصفتها بالإنسانة والفنانة ذات التأثير الممتد إلى ما بعد الشاشة، من خلال معرض خاص يسلّط الضوء على رحلتها الفنية.
وختمت بتكريم المخرج الكبير يوسف شاهين في مئويته، مشيرةً إلى تأثيره العميق على أجيالٍ متعاقبة من السينمائيين، وإلى عرض فيلمه إسكندرية كمان وكمان الذي يجسّد فلسفته بأن الحب هو المحرك الأساسي لتاريخ الإنسانية.
كما تم الإعلان عن لجان التحكيم التي ستتولى تقييم الأفلام المشاركة في المسابقات الرسمية للمهرجان، إذ ترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ليلى علوي (مصر)، وتضم جيونا أ نازارو، المدير الفني لمهرجان لوكارنو السينمائي (سويسرا)، ورشيد مشهراوي، مخرج ومنتج (فلسطين، فرنسا) وكاتي كوشروتي، ممثلة (الهند)، وناهويل بيريز بيسكايارت، ممثل (الأرجنتين).
أما لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، فيرأسها نيكولا فيليبير، مخرج (فرنسا)، وتضم أسماء المدير، كاتبة ومخرجة ومنتجة (المغرب)، وسونا كارابوغوسيان، ناقدة سينمائية ومبرمجة (أرمينيا)، محمد سعيد أوما، المدير التنفيذي لديكومنتري إفريقيا (جزيرة لا ريونيون)، هالة جلال، كاتبة ومخرجة ومنتجة (مصر).
يُقام مهرجان الجونة بالشراكة مع أوراسكوم للتنمية وجهاتها توبان آيلاندز، وفي ضيافة مدينة الجونة، والناقل الرسمي قناة النهار، والشريك الرسمي للفن والتصميم كايرو ديزاين ديستريكت (CDD)، وشريك السيارات الفاخرة BMW، وشريك التنقّل الرسمي أبو غالي موتورز، والشريك الرسمي للاتصالات أورانج، والمشروب الرسمي للمهرجان بيبسي، والشريك الرسمي البنك التجاري الدولي (CIB)، بالتعاون مع أون ذا ران، والشريك الداعم للأثر مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، والشريك الرسمي لتذاكر المهرجان تيكت إيجيبت، والشريك الرسمي Nespresso، وشريك الجيلاتو الرسمي Dolato، وشريك أسلوب الحياة الصحي Limitless Naturals، وراعي التألق الرسمي MAC، وشريك الأثاث الرسمي Kenda، والناقل الجوي الرسمي مصر للطيران، بالتعاون مع نسكافيه، وتحت رعاية الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة، ووزارة السياحة والآثار، ووزارة الثقافة المصرية، شريك الجمال الرسمي محمد الصغير، وشريك الاستدامة ميدل إيست جلاس، وشريك الضيافة TLT & Villa Coconut. صمّم البلازا علي حسام علي (ديزاين ستوديو)، وتصميم الإضاءة مصطفى فهمي (لايت ديزاين)، وبتنظيم آي إيفنتس.