واستهل اللقاء بالتذكير بخيارات برنامج «السينما الأرمينية تحت المجهر»، الذي يشمل عشرة أفلام طويلة أرمينية وفيلمًا قصيرًا، في مسعى لإتاحة الفرصة أمام الجمهور التونسي لاكتشاف سينما شاعرية، نابعة من تاريخ إنساني وثقافي غنيّ بالتجارب والتحوّلات.
واستعرضت تامارا ستيبانيان في حديثها للحضور مسيرة النهضة الحديثة للسينما الأرمينية، مؤكدةً أن هذا التحوّل هو ثمرة سنوات طويلة من العمل والمثابرة، خاصة من جيل ما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ومن المخرجات اللواتي تمكنّ من فرض أصواتهن داخل مشهد سينمائي كان يهيمن عليه الرجال.
وأشارت في السياق إلى أنه بعد الإبادة الجماعية التي وقعت عام 1915 في بلدها تحت حكم الإمبراطورية العثمانية وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى، استقر السوفييت في أرمينيا وجلبوا معهم الخير والشر. وكان من الجيد ظهور السينما، مع المحاولات الأولى للسينما الصامتة في عام 1924. ومع بداية عمل عدد قليل من المخرجين، تبلورت السينما الأرمينية تدريجياً، خاصة بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي وفي منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأت الأفلام المستقلة في الظهور، واحداً تلو الآخر.
وتناول اللقاء علاقة السينما الأرمينية بالذاكرة والتاريخ والهوية، ودور التراجيديا والمنفى في صياغة خطاب بصري يحوّل الألم إلى فعل فني، ويقيم جسورًا بين الماضي والحاضر، ليجسد تجربة شعب يواصل كتابة تاريخه عبر السينما.
وللتذكير فإن تمارا ستيبانيان التي ولدت في يريفان غادرت أرمينيا مع والديها في أوائل التسعينيات لتستقر في لبنان، ثم تابعت دراستها في مدرسة السينما الوطنية بالدنمارك.
وتمارا ستيبانيان هي واحدة من الأسماء البارزة في الموجة الجديدة من السينما الأرمنية التي ولدت على أنقاض الاتحاد السوفييتي.
تنسج أفلامها - الوثائقية والخيالية - ملامح أرمينيا اليوم: الشعب، المنفى، الطبيعة، الأشباح، الجروح، الأمل وقضايا هذه الأمة. لقد حظيت أفلام تمارا ستيبانيان بإشادة نقدية على أوسع نطاق مع تتويجات دولية في أهم المهرجانات.
فاز فيلمها الطويل الأول "Embers" (2012) بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان بوسان السينمائي الدولي. وحصل فيلمها "Ceux du Rivage" (2016) بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان آميان السينمائي الدولي في فرنسا كما توج "Village de Femmes" (2019) بجائزة نجمة "SCAM" وتتويجات أخرى في عدد من المهرجانات الدولية.
في هذه السنة عرضت فيلمين لأول مرة، "أشباحي الأرمنية" قدم في قسم 'فوروم" بمهرجان برلين السينمائي في عرض عالمي أول وبُرمج "في بلاد آرتو" -أول روائي طويل في رصيدها – في افتتاح مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي 2025.

