كشف تقرير جديد أنَّ الأطفال هم الأكثر تضرراً جرَّاء التغيّر المناخي، وذلك بسبب فسيولوجيتهم المختلفة؛ فقلوبهم تنبض أسرع ومعدلات تنفسّهم أعلى مقارنة بالبالغين.
وقارن التقرير الذي نشرته مجلة The Lancet الطبيَّة بين العواقب السلبيّة للتغيّر المناخي على صحة الإنسان استناداً إلى سيناريوهين؛ الأول إذا لبّى العالم الالتزامات التي تمَّ الاتفاق عليها في "اتفاق باريس للمناخ"، والآخر في حالة الفشل في تحقيق التزامات الاتفاق. وذكر التقرير أنَّ الفشل في الحد من الانبعاثات سيؤدي إلى مشكلات صحيّة وأمراض معدية وتفاقم مشكلة التلوث الجوي وارتفاع درجات الحرارة وسوء التغذية، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وقال الدكتور رينيه سالاس، مدرِّس سريري لطب الطوارئ في كلية الطب بجامعة "هارفارد"، إنَّ التغيّر المناخي والتلوث الجوي الناتج عن الوقود الأحفوري يهددان صحة الطفل منذ وجوده في رحم أمه.
وأضاف أنَّ الأطفال أكثر عرضة للخطر بسبب فسيولوجيتهم المختلفة؛ قلوبهم تنبض أسرع ومعدلات تنفسّهم أعلى مقارنة بالبالغين. ونتيجة لذلك، يمتص الأطفال كمّيات أكبر من الهواء الملوّث لا تتناسب مع حجم أجسامهم، لا سيما أنّهم يقضون أوقاتاً أطول خارج المنزل، بحسب سالاس.
ولفت أيضاً إلى تأثير ذلك على الصحة النفسيّة للأطفال الذين يشاهدون حوادث متعلّقة بالمناخ؛ مثل الحرائق والفيضانات وتقلّبات الطقس التي تؤدي إلى فقدان الممتلكات والحياة التي اعتاد الطفل على أن يعيشها. وجاء في التقرير أنَّ الطفل الذي يولد اليوم ربما يعيش حتى عام 2090 في المتوسط، ومن دون اتخاذ إجراءات للحد من الانبعاثات الدفيئة ربما يسخن الكوكب 4 درجات إضافية في هذا الوقت. وقتل التلوث الجوي والانبعاثات 7 ملايين شخص حول العالم في عام 2016 فقط. ويؤدي حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والغاز إلى نوع من تلوّث الهواء الناعم يسمى PM 2.5، الذي قد يلحق الضرر بالقلب والرئتين عند استنشاقه.
ويرتبط التعرّض لتلوّث الهواء PM 2.5 بمشكلات صحية؛ مثل انخفاض الوزن عند الولادة والأمراض التنفسية المزمنة مثل الربو. ومع ارتفاع درجات الحرارة، أصبحت حرائق الغابات أكثر تواتراً لأن درجات الحرارة المرتفعة تجفف النباتات ما يسهل ويسرع اشتعالها. والدخان الناتج عن هذه الحرائق يشبه ذلك الناتج عن حرق الوقود الأحفوري. وحسب التقرير، شهد منتصف العقد الحالي زيادة في عدد الأشخاص الذين تعرّضوا إلى دخان حرائق هائلة حول العالم بنسبة 77%، لا سيما في الهند والصين.