بعث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بـ11 رسالة لمستشاره المقال في الديوان الملكي سعود القحطاني قبل وبعد عملية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفةWall Street Journal الأميركية.
وأضافت الصحيفة إن تقريرCIA، الذي كشف النقاب عن هذه الرسائل، هو نفسه التقرير الذي استنتج بوضوحٍ مسؤولية ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، عن قتل جمال خاشقجي.
جدير بالذكر أن سعود القحطاني هو أحد المقربين من ولي العهد السعودي وكان المشرف على فريق اغتيال خاشقجي بالقنصلية السعودية في إسطنبول، مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2018.
ونقلت الصحيفة، وفقاً لتقريرCIA، أن ولي العهد السعودي اتصل هاتفياً بمستشاره المقال سعود القحطاني، طالبه فيها باتخاذ ترتيبات خارج السعودية إذا لم تنجح محاولات استدراج خاشقجي إلى داخل البلاد.
وأضافتWall Street Journal: "ولي العهد السعودي أرسل ما لا يقل عن 11 رسالة إلى أقرب مستشاريه (سعود القحطاني)، الذي أشرف على فريق قتل الصحافي جمال خاشقجي، في الساعات التي سبقت وفي أثناء وبعد وفاة الصحافي في أكتوبر/تشرين الأول 2018، وفقاً لتقدير سري للغاية لوكالة الاستخبارات".
وقالت الصحيفة إنَّ طلب ولي العهد السعودي استدراج خاشقجي كان الخطوة الأولى ضمن تحضيرات جاءت بعد ذلك، تم ترتيبها من أجل قتله بالقنصلية السعودية في تركيا.
وسبق أن قالت صحيفة "حرييت" التركية، الأسبوع الماضي، إن مديرة الاستخبارات الأميركية، جينا هاسبل، ألمحت لمسؤولين أتراك الشهر الماضي (نوفمبر/تشرين الثاني 2018)، إلى أن لدى الوكالة تسجيلا لمكالمة أصدر فيها ولي العهد السعودي تعليمات "لإسكات" الصحافي السعودي جمال خاشقجي بأسرع وقت.
وقال مسؤول تركي لـ "رويترز"، إنه ليست لديه معلومات عن مثل هذا التسجيل. وقالت السعودية إنه لم تكن لدى ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، معرفة مسبقة بقتل خاشقجي في القنصلية قبل 6 أسابيع.
وكتب الصحافي عبد القادر سلوي مقالا في الصحيفة، قال فيه: "هناك حديث عن تسجيل آخر"، مضيفاً أن المكالمة المزعومة تمت بين الأمير محمد وشقيقه سفير السعودية في واشنطن.
وأضاف قائلاً: "يقال إن مديرة الاستخبارات الأميركية، جينا هاسبل، لمحت إلى ذلك خلال زيارتها لتركيا"، مشيراً إلى أنهم ناقشوا قضية خاشقجي، الذي كان ينتقد الأمير محمد الحاكم الفعلي للمملكة. وأردف: "يقال إن ولي العهد أصدر أوامر بإسكات جمال خاشقجي بأسرع وقت ممكن"، في مكالمة راقبتها الوكالة الأميركية.
وقالت وسائل إعلام أميركية، إن الصحافي السعودي جمال خاشقجي، حينما كان ببلاده عام 2016، مُنع من ممارسة عمله، لانتقاده آنذاك، الرئيس دونالد ترامب، فسافر للولايات المتحدة، كي لا يتم اعتقاله.
ومن اللافت للانتباه أن هذه المعلومات التي تناقلها الإعلام الأميركي، الأربعاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وردت في تقرير وزارة الخارجية الأميركية لحقوق الإنسان لعام 2017، في الجزء الخاص بالمملكة العربية السعودية.
التقرير المذكور ذكر آنذاك أن المملكة السعودية أغلقت صحيفة "الحياة" التي كان يعمل فيها خاشقجي، ومنعته من العمل، لانتقاده ترامب، بل حظرت ظهوره في القنوات التلفزيونية، أو المشاركة في أية مؤتمرات أو محاضرات.
وبحسب المصدر ذاته، فقد اضطر خاشقجي إلى الانتقال إلى الولايات المتحدة بعد فترة وجيزة من رفع الحظر عنه؛ خوفاً من اعتقاله من قِبل السلطات السعودية.
وأوضح التقرير أن خاشقجي بدأ بعد قدومه إلى أميركا في انتقاد الإدارة السعودية، في العديد من الموضوعات مثل سياستها في اليمن، وحرية الصحافة بها، ومسائل أخرى، وقال إنه سيُعتقل حال عودته للمملكة.
تجدر الإشارة إلى أن خاشقجي قال في كتاباته التي تعرض بسببها للضغط من قِبل السلطات السعودية، إن "السياسة الخارجية لترامب متناقضة، وانتظار شيء منه كرئيس يختلف عنه كمرشح رئاسي، أمر كاذب".