كتبت ريم شاكر/ من أبرز ما تضمّنه عدد ديسمبر 2019 من مجلّة ليدرز الناطقة بالفرنسية حديث حصري خصّه بها الحبيب الجملي يعرض فيه المنهجية التي اعتمدها في تشكيل الحكومة الجديدة، ويكشف عن طبيعة علاقته بحركة النهضة، فضلا عن الكثير من الجوانب المجهولة من حياته ومسيرته المهنية. هل كان الحبيب الجملي ينتظر أن تختاره "النهضة" لتولّي هذا المنصب؟
هل فاجأه هذا القرار؟ من أعلمه به؟ ماذا كان موقف عائلته؟ هل وضع شروطا لتحمّل هذه المسؤولية الثقيلة في الوقت الذي تمرّ فيه البلاد بظرف اقتصادي ومالي واجتماعي حرج؟ ما هي الطرق التي يراها الأنسب للنهوض بأعباء هذه المسؤولية؟ كيف ينوي تشكيل حكومته وما هي المقاييس التي سيعتمدها في اختيار أعضائها؟ سيجد القارئ في هذا الحديث الحصري أجوبة ضافية عن كلّ هذه الأسئلة، علاوة على أدقّ التفاصيل عن وسط الحبيب الجملي الاجتماعي وظروف نشأته في قرية الكبّارة من معتمدية نصر الله بولاية القيروان ودوافع التحاقه منذ مرحلة التعليم الثانوي بمدرسة التكوين الفلاحي بمقرن قبل أن يزاول تعليمه العالي ليتخرّج مهندسا فلاحيا. ويكتشف القارئ أيضا من خلال هذا الحديث الحصري مختلف مراحل مسيرة الرجل الذي كان نتاجا للمدرسة العمومية، بدءا بالمهام الموكولة إليه في ديوان الحبوب ثمّ التحاقه بمحض إرادته في سنة 2003 بالقطاع الخاصّ الذي عمل فيه إلى حين انضمامه إلى حكومة حمّادي الجبالي بعد انتخابات أكتوبر 2011 كاتبٓ دولة لدى وزير الفلاحة لا كسياسي متحزّب وإنّما كتنقراط وقد كان كاتب الدولة الوحيد الذي ظلّ محافظا على منصبه مدّة ثلاث سنوات.
كما يطّلع القارئ على تجربة الحبيب الجملي الحكومية وعلى الإصلاحات التي سعى إلى إدخالها على التنظيم الإداري بوزارة الفلاحة والمندوبيات الجهويّة وكذلك على التصوّرات التي وضعها للنهوض بالقطاع الفلاحي وبمنظومات الإنتاج فيه. يميط الحديث اللثام عن جوانب ظلّت خفيّة في حياة الحبيب الجملي الذي لم يسمع باسمه الكثيرون قبل أن يكلّف بتشكيل الحكومة ويبرز بالخصوص رؤيته للعمل الحكومي وأولوياته في قادم الأيّام ومدى عزمه على مواجهة التحديّات الراهنة في مجالات التنمية والاستثمار والتشغيل.