ملحمة رجيم معتوق في كتاب من منشورات ليدرز لم يسبق أن صدر كتاب حول واحد من المشاريع الرائدة التي ساهم في إنجازها الجيش الوطني وهو مشروع تنمية رجيم معتوق على الرغم من أهميّة المنجز الذي حوّل رقعة صحراوية قاحلة على مقربة من الحدود التونسية الجزائرية إلى موطن نماء ورخاء.
ويعود الفضل في طرح فكرة إصدار الكتاب إلى أمير لواء(م) محمّد المؤدّب الذي رحّبت مؤسّسة ليدرز بمقترحه، إذ وجدت في تجسيمه سَدّا لفراغ استمرّ أربعة عقود، مثلما لقي تجاوبا ودعما كبيرين لدى وزير الدفاع الوطني السيّد عبد الكريم الزبيدي.
الكتاب الذي يحمل عنوان "رجيم معتوق، كيف جعل الجيش التونسي الصحراء تُزهر" نشرته ليدرز في طبعة أنيقة وإخراج فنّي متميّز وقام بتقديمه وزير الدفاع الوطني، وهو يسلّط بالكلمات والصور والخرائط أضواء كاشفة على مختلف مراحل هذا المشروع الهامّ منذ انطلاقته الأولى في أواخر سنة 1976 إلى يومنا هذا، مرورا بتولّي الجيش الوطني بداية من سنة 1989 مهّام تنفيذ المشروع بمختلف مكوّناته من خلال ديوان تنمية رجيم معتوق وقد أحدث بمقتضى القانون عدد 145 - 1988 المؤرّخ في 31 ديسمبر 1988 ووُضع تحت إشراف وزارة الدفاع الوطني.
ويروي أمير لواء (م) محمّد المؤدّب في الجزء الفرنسي من الكتاب ملحمة رجيم معتوق بكلّ أطوارها منذ أن دبّت الحياة في هذه الربوع بعد أن كانت قاحلة تتمركز فيها وحدة عسكرية صغيرة إلى أن أضحت مصدر إنتاج لأجود أنواع التمور وشتّى أصناف الغلال والخضروات ومنطقة عمران توفّرت فيها كلّ المرافق الضرورية لاستقرار متساكنيها ورفاههم.
ويتضمّن هذا الجزء من الكتاب أيضا شهادة موّثرة للعقيد (م) بوبكر بن كريّم الآمر السابق للواء الصحراوي، حيث عاد إلى رجيم معتوق بعد أربعين سنة ليسجّل التغيّر العميق الذي شهدته المنطقة، إضافة إلى شهادات مماثلة للعقيد(م) والوالي والمدير العام السابق لديوان رجيم معتوق السيّد البشير بن ثابت والمهندسيْن السيدين أحمد الشارف ورضا رويس.
وأبرز سفير إيطاليا بتونس لورنزو فانارا من ناحيته مساهمة بلاده في إنجاز هذا المشروع الذي اعتبره رمزا للتعاون التونسي الإيطالي ونموذجا لتنمية الجنوب التونسي.
أمّا في الجزء العربي للمؤلّف فقد روى السيد عامر قريعة معتمد دوز وقتها الخطوات الأولى للمشروع والصعوبات التي واجهها هو ومرافقوه للوصول إلى هذه المنطقة قبل أن تنجز فيها نقاط مياه وتصبح آهلة بالسكّان.
كما أدلى عدد من المنتفعين بمقاسم فلاحية بشهاداتهم وسرد أوّل عمدة وأوّل مدير مدرسة برجيم معتوق ذكرياتهما بخصوص هذا الإنجاز العظيم الذي غيّر وجه الصحراء.