متابعة ريم شاكر/ ضمن فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي، حصلتشيراز العتيري التي أصبحت وزيرة الثقافة التونسية مؤخراً، جائزةشخصية العام العربية السينمائية تقديراً لإسهاماتها في صناعة السينما التونسية بينما تولَّت منصب المديرة العامة للمركز الوطني للسينما والصورة في تونس، وهو ما منعها من الحضور، ولكنها ألقت كلمة وتفاعلت مع الحاضرين عبر سكايب.
الجائزة من تقديم مجلة هوليوود ريبورتر خلال حفل استقبال أقامهمركز السينما العربية ضمن فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي، وشهد حضور ضيوف المهرجان من صناع السينما وممثلي هوليوود ريبورتر وماتيس فوتر نول مدير سوق الفيلم الأوروبي بمهرجان برلين. اعتذرت شيراز العتيري عن عدم الحضور بسبب مهام تكليفها الجديد وقالت في كلمتها "الأفكار لها أجنحة لا يستطيع أحد أن يمنعها من الطيران، هكذا قال يوسف شاهين وهكذا دأبت على العمل منذ أن كلفت بمهامي في عالم السينما.
عالم سحري أبهرني وجعلني أرى صعوبة البدايات وجمال النهايات. عالم كُلفت فيه بالموازنة بين اندفاع الإبداع الفني من جهة ورصانة وحوكمة الإدارة من جهة أخرى وذلك لتجسيد أفكار آمنت بها.
عملت على احترام كل فكرة وتشجيعها ودعمها مادياً ومعنوياً دون إقصاء أو أحكام مسبقة وساهم معي في إنجاحها شركاء من العالم العربي وأوروبا وإفريقيا لا يفوتني أن أشكرهم في هذه المناسبة على ثقتهم ودعمهم .ولعل هذا التكريم من طرف مركز السينما العربية لدليل على أني وفقت في ذلك وما التكليف الجديد الذي شرّفت به في بلدي الحبيب تونس كوزيرة للثقافة لحافز آخر بأن أواصل بنفس العزيمة والثبات لخدمة الفكرة والإبداع في كل المجالات الثقافية دون إقصاء أو تمييز، واعيةً بأهمية الدور المواطني والاجتماعي للثقافة و مساهمة في ازدهار تونس وانفتاحها على العالم.
و إذ أعول على كل شركائنا في إنجاح هذا المشروع. شكرا لمركز السينما العربية، شكرا هوليوود ريبورتر وشكرا لحضوركم جميعا لمشاركتي هذه اللحظات الجميلة. عاشت تونس سيدة نفسها". وقالت الناقدة ديبوراه يانغ من هوليوود ريبورتر "من المميز أن تكون امرأة هي الفائزة بجائزة شخصية العام العربية السينمائية.
شيراز حققت إنجازات كبيرة في صناعة السينما التونسية، وما حققته مصدر إلهام للجميع". المحلل السينمائي علاء كركوتي الشريك المؤسس في مركز السينما العربية ورئيس مجلس إدارة شركة MAD Solutionsتحدث قائلاً "الهدف من جائزة شخصية العام العربية السينمائية هو تسليط الضوء على الفاعلين الحقيقيين من السينمائيين العرب في صناعة السينما المحلية والدولية، وهم من لديهم تأثير كبير حقيقي وقد لا يكونوا معروفين للكثير، وشيراز العتيري واحدة من أهم هؤلاء الفاعلين.
لم تتمكن شيراز من الحضور اليوم بعد أن تولت منذ يومين منصب وزيرة الثقافة التونسية، وهي المرأة الثالثة التي تشغل هذه الوزارة في العالم العربي، بعد نورة الكعبي في الإمارات وإيناس عبد الدايم في مصر". قدمت شيراز العتيري العديد من الإسهامات للسينما التونسية خلال فترة الثلاثة سنوات التي تولت فيها منصب مديرة المركز الوطني للسينما والصورة في عام 2017 وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2019. إذ أسست برنامج سنتو للتعاون المشترك الذي يركز على تطوير مشروعات الأفلام العربية والإفريقية في مرحلة التأليف، كما يروّج لعمليات الإنتاج المشترك بين دول المغرب العربي ودول أفريقيا التي تقع جنوب الصحراء الكبرى.
وأنشأت أيضاً منصة الفيلم العربي ضمن فعاليات مهرجان منارات التي تدعم عمليات الإنتاج السينمائي لمشاريع أفلام المخرجين العرب الصاعدين. كما تمتلك شيراز خبرة طويلة في مجال التكنولوجيا، إذ حصلت على الدكتوراه في علوم الحاسب الآلي بتخصص نظم معلومات وتنقيب البيانات من المدرسة الوطنية للعلوم الإعلامية في عام 2004، وفي الفترة من 2006 حتى 2011 ترأست المعهد العالي لفنون الملتيميديا بمنوبة.
أثرت خلفيتها في دراسة علوم الحاسب الآلي على شغفها تجاه السينما، فأطلقت منصة قرطاج ديجيتال ضمن فعاليات أيام قرطاج السينمائية، وتجمع المنصة بين خبراء الأفلام والتكنولوجيا لاكتشاف طرق جديدة للسرد القصصي من بينها تقنيات الواقع الافتراضي والمؤثرات البصرية. كما أسست مختبر الإبداع الرقمي الذي يخلق مساحة لاستيعاب الشباب التونسي المهتم بالمجالات الإبداعية.
وفي العام الماضي كان مركز السينما العربية وهوليوود ريبورتر قد قدما جائزة شخصية العام العربية السينمائية إلى المنتج والمؤلف محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وقبله قُدمت الجائزة في 2018 إلى عبد الحميد جمعة رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي ومسعود أمر الله آل علي المدير الفني للمهرجان، وتأتي الجائزة ضمن استراتيجية مركز السينما العربية للترويج لصناعة السينما العربية على المستوى الدولي، ودعم صُناع السينما العربية. هذا العام يحتفل مركز السينما العربية بمرور 6 سنوات على تأسيسه من خلال شركة MAD Solutions، وهو مؤسسة غير ربحية مسجلة في أمستردام وتروّج للسينما العربية، حيث يوفر مركز السينما العربية لصناع السينما العربية، نافذة احترافية للتواصل مع صناعة السينما في أنحاء العالم، عبر عدد من الفاعليات التي يقيمها وتتيح تكوين شبكات الأعمال مع ممثلي الشركات والمؤسسات في مجالات الإنتاج المشترك، التوزيع الخارجي وغيرها، وتتنوع أنشطة مركز السينما العربية ما بين أجنحة في الأسواق الرئيسية، جلسات تعارف بين السينمائيين العرب والأجانب، حفلات استقبال، اجتماعات مع مؤسسات ومهرجانات وشركات دولية، وإصدار مجلة السينما العربية ليتم توزيعها على رواد أسواق المهرجانات، كما أتاح مركز السينما العربية التسجيل عبر موقعه في خدمة الرسائل البريدية، وعبر هذه الخدمة يتاح للمستخدمين الحصول على نسخ رقمية من مجلة السينما العربية، أخبار عن أنشطة مركز السينما العربية، إشعارات بمواعيد التقدم لبرامج المنح والمهرجانات وعروض مؤسسات التعليم والتدريب، تحديثات عن الأفلام العربية المشاركة بالمهرجانات، وإلقاء الضوء على تحديثات أنشطة شركاء مركز السينما العربية ومشاريعهم السينمائية.
وقد أطلق مركز السينما العربية عبر موقعه على الإنترنت دليل السينما العربية باللغة الإنكليزية، وهو دليل سينمائي شامل وخدمي يعتمد على مجموعة أدوات يتم تقديمها مجتمعة لأول مرة، بهدف توفير المعلومات المرتبطة بالسينما العربية لصُنَّاع الأفلام داخل وخارج العالم العربي، وتيسر لصناع الأفلام والسينمائيين العرب الوصول للأسواق العالمية، كما تساعد ممثلي صناعة السينما العالمية في التعرّف بسهولة على إنتاجات السينما العربية.