نظم التعاون التنموي الالماني (GIZ) بتونس بالتعاون مع مركز الإعلام التونسي الألماني للتشغيل والهجرة وإعادة الإدماج والمنظمة الدولية للهجرة (OIM) والإتحاد الأوروبي من خلال مشروع THAMM، وبالشراكة مع وزارة الشباب والرياضة ووزارة التشغيل والتكوين المهني ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تظاهرة ' فرصة Street' التي تواصلت على إمتداد يومي 21و22جانفي 2023في الحديقة اليابانية بالعاصمة.
وتهدف هذه التظاهرة إلى توعية الشباب حول مخاطر الهجرة غير النظامية والترويج لفرص الإندماج المهني للشباب المتوفرة في تونس وخارجها.
وتأتي هذه المبادرة في ظل تفاقم البطالة وتصاعد ظاهرة الهجرة غير النظامية في تونس خاصة في صفوف الشباب، إذ بلغ معدل البطالة 15.3% إلى حدود الثلاثي الثالث من سنة 2022.
وقد انتظمت تظاهرة 'فرصة Street' في إطار تعاون وثيق مع مخلتف الشركاء. وذلك بحضور السيد نصر الدين النصيبي، وزير التكوين المهني والتشغيل، والسيد كمال دغيش، وزير الشباب والرياضة، والسيد فرانسيسكو أكوستا، نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في تونس، والسيد Peter Prügel، سفير ألمانيا في تونس، والسيد عزوز السامري، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة بتونس، والسيد محمد ماني، المدير العام لديوان الخدمات المدرسية.
وتمحور هذا الحدث حول متاهة صممت في شكل خريطة ديناميكية تضم الخدمات والفرص المتوفرة للشباب التونسي وعائلاتهم.
وفي كلمته، قال السيد نصر الدين النصيبي، وزير التكوين المهني والتشغيل: "تعمل الوزارة والهياكل الخاضعة لإشرافها يوميا على تقديم حلول ملموسة وذات مصداقية لفتح الآفاق والفرص للشباب وأصحاب الشهائد العليا العاطلين عن العمل فضلا عن مساعدة الشباب المنقطعين عن الدراسة".
ومن جانبه، أفاد السيد كمال دغيش، وزير الشباب والرياضة، بأن "هذا الفضاء فرصة سانحة لتمرير رسائل إيجابية مفعمة بالأمل بإيجاد فرص واعدة لتحقيق مستقبل أفضل والابتعاد عن الأفكار السلبية والتوجه نحو طريق اليأس من خلال الرفع من مستوى الوعي بمخاطر اللجوء إلى الهجرة غير النظامية وما يمكن أن ينجر عنه من نتائج غير محمودة."
ومثلت هذه الحملة الإبداعية فرصة ممتازة للشباب في تونس، إذ لخصت المتاهة الإمكانيات المتوفرة للشباب التونسي. وتمكن الشباب المشاركون، بفضل الممرات المدرجة بالمتاهة، من إنشاء مشاريعهم المهنية الخاصة بطريقة افتراضية بمساعدة المستشارين المتواجدين على عين المكان لتقديم المشورة المباشرة والفردية.
وأكد السيد Peter Prügel، سفير ألمانيا في تونس، على أهمية التعاون التونسي الألماني لتحقيق اهداف التنمية المستدامة في تونس، قائلا: "في الواقع تعتبر ألمانيا مستثمرا هاما في البلاد التونسية خاصة مع تمركز أكثر من 260مؤسسة ألمانية توفر قرابة 80ألف موطن شغل في تونس".
كما سلط السيد فرانسيسكو أكوستا، نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في تونس، الضوء على ضرورة خلق فرص أكثر وأفضل للشباب التونسي في إطار الحد من ظاهرة الإنقطاع المدرسي والتوفيق بين التكوين المهني ومتطلبات سوق العمل والاعتراف بالدرجات العلمية والمؤهلات. وذكر بأن: "بعثة الإتحاد الأوروبي تساند تونس في هذه قضايا، من خلال إعطاء الأولوية لتنمية رأس المال البشري وملائمة المهارات مع متطلبات سوق الشغل. وأضاف: "يهدف برنامجنا الجديد لدعم قطاع التعليم، الذي تبلغ قيمته 65مليون يورو وهو في طور الإعداد بالتعاون مع الوزارات والشركاء التونسيين، إلى تحسين نظام التعليم فضلا عن ملاءمة التكوين المهني لاحتياجات الظروف الاجتماعية والاقتصادية للبلاد".
وقد شهدت الحديقة اليابانية بتونس العاصمة إقبالا كبيرا من الزوار من مختلف الولايات بمناسبة هذه الحملة التوعوية. حيث سارع العديد من الشباب من مختلف الأطياف، صحبة أوليائهم أو اقاربهم، للمشاركة في هذا الحدث الذي قد يشكل منطلقا لخوض تجربة استثنائية.
وشملت المتاهة ثمانية محاور أساسية: التعليم، التكوين المهني، التعليم العالي، التشغيل، ريادة الأعمال، التشغيل بالخارج، الشباب والرياضة والثقافة، ومخاطر الهجرة غير النظامية.
وأشار السيد عزوز سامري، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة، إلى أن "الشباب يشكلون عنصرا هاما في رأس المال البشري والمواهب والأفكار القادرة على تغيير تونس والمساهمة في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية. تثمن المنظمة الدولية للهجرة بشدة مساهمة الشباب في تشكيل مستقبل أفضل لأنفسهم وبلدانهم. وتهدف المنظمة الدولية للهجرة اليوم، من خلال تظاهرة "فرصة Street" وبرامجها المختلفة، إلى دعم الشباب ومرافقتهم في البحث عن الفرص المتاحة سواء داخل تونس وخارجها، من أجل هجرة آمنة ومنظمة ونظامية.»
وفي سياق مساعدة المشاركين على اختيار توجهاتهم، تم على هامش التظاهرة تنظيم ورشات فنية وثقافية، من خلال تركيز منصات عديدة يديرها كل من مركز الإعلام التونسي الألماني للتشغيل والهجرة وإعادة الإدماج والمنظمة الدولية للهجرة بالإضافة إلى استضافة فنانين ونوادي مثل الرسم والتصوير السينمائي والراب.
كما تم تركيز ورشات عمل تهتم بالإعداد للحياة المهنية وأساليب البحث عن عمل في تونس والخارج وإطلاع المشاركين على فرص التشغيل المتاحة من خلال أنشطة رياضية.
وحقق هذا الحدث نجاحا باهرا بفضل التزام مختلف الشركاء والشباب المنخرطين في دور الشباب، وطلبة التكوين المهني وتلاميذ المعاهد الثانوية بالمشاركة في هذه المتاهة، مما ساهم في خلق تبادلات مثمرة حول الفرص التي تتيحها تونس لهم.