في إطار مساعيها لتعزيز العمل العربي المشترك والتعاون البين-إقليمي والعالمي في مجال سلامة وأمن التحوّلات التكنولوجية على المستوى الاستراتيجي والتقني والتنظيمي، نظمتالمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات "الأيام الإقليمية للثقة الرقميّة" تحت شعار:"التعاون لتعزيز مناخ الثقة والأمان من أجل بناء مستقبل رقمي مستدام" وذلك أيام 29 و30 نوفمبر و 01 ديسمبر 2022 بفندق فور سيزونز- Four Seasons Hotel قمرت بتونس - الجمهورية التونسية.
وسجّل هذا الحدث الهام الذي يمتد على مدار ثلاثة أيام،حضورا متميزاً لوفود رفيعة المستوى من عديد الدول العربية على غرار مملكة البحرين، الجمهورية التونسية، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، جمهورية جيبوتي، المملكة العربية السعودية، جمهورية السودان، جمهورية العراق، دولة قطر، الجمهورية اللبنانية، دولة ليبيا، جمهورية مصر العربية، المملكة المغربية، الجمهورية الاسلامية الموريتانية والجمهورية اليمنية، وبحضور كل من معالي الدكتورنزار بن ناجي وزير تكنولوجيات الاتصال بالجمهورية التونسيةومعالي الدكتور محمد صالح بن عيسى الأمين العام المساعد رئيس مركز جامعة الدول العربية بتونس، إضافة إلى أصحاب المعالي والسعادة السادة مديري الهيئات والمنظمات العربية والاقليمية وخبراء بارزين في مجال الامن السيبراني والثقة الرقمية من المنطقتين العربية والافريقية وباقي دول العالم.
وخصصت المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات (AICTO) اليوم الأول للنسخة الثانية من المنتدى العربي رفيع المستوى للأمن السيبراني. وتم بالمناسبة الإعلان عن اطلاق الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني والموقع الإلكتروني https://cybersecurity4arab.com/رسميا، وذلك بهدف التعامل مع أحدث التطورات التكنولوجية في مجال الأمن السيبراني لمجابهة المخاطر، كما تم التطرق إلى التحديات التي تشكلها الأزمات الناشئة من ناحية والتطور التكنولوجي من ناحية أخرى، لا سيما مع انتشار البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي.
وافتتح أشغال "الأيام الإقليمية للثقة الرقميّة"،سعادة المهندس محمد بن عمر _ المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلوماتتوجه خلالها بكلمة ترحيبية لجميع الضيوف الكرام وبالشكر لكافة المتحدثين والحضور على تلبية الدعوة والمساهمة في إثراء وتأثيث هذا الحدث الهام.
وقد أشار سعادة المدير العام إلى أن عقد هذه الدورة من منتدى الأمن السيبراني يندرج في إطار متابعة المبادرة التي عملت عليها المنظمة منذ السنة الفارطة والتي مكنت من تطوير الرؤية الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني التي تم اطلاقها بإشراف وحضور معالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وتطلق المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني من أجل تسليط الضوء على الفرص والتحديات المحيطة بأمن الفضاء السيبراني العربي وخاصة من أجل اقتراح البرامج المحفزة للتعاون العربي المشترك والداعمة للتكامل العربي نحو فضاء عربي آمن يحقق الرخاء لشعوب المنطقة العربية ويدعم اندماج الاقتصاد الرقمي العربي في الاقتصاد الرقمي العالمي محققا النماء والتكامل والرفاهية لشعوب المنطقة.
وتهدف هذه المبادرة إلى رفع القدرات العربية في هذا المجال الاستراتيجي الهام جدا والحيوي والتي زادت الازمة الصحية الأخيرة أزمة كوفيد-19 من التنبيه الى أهميته وخاصة في مجال استمرار تامين الخدمات على الخط.
وفي سياق آخر، قال نائب الرئيس المسؤول عن العلاقات العامة لشركة هواوي لمنطقة شمال افريقيا، السيد عدنان بن حليمة: "أتقدم بجزيل الشكر لشريكنا منظمة ايكتو وآمل أن يتطور تعاوننا المثمر إلى أبعد من ذلك. أما فيما يتعلق بالدور الذي تضطلع به "هواوي" فهو يتمثل في أن نكون قادرين على توفير بنى تحتية موثوقة وآمنة ومتاحة في جميع الأوقات. ذلك أن الأمن السيبراني تندرج في صميم مهمتنا. وأقصد بكلامي هذا الأمن في مرحلة التصميم (Security By Design). فبالنسبة لجميع منتجاتنا، يتم التفكير في الأمن السيبراني منذ البداية " مضيفا أنه "توجد حاجة للاستفادة من مهارات الشباب ولتطوير معرفتهم في المجال الرقمي والتكنولوجي، فهؤلاء الشباب هم محرك النمو في المستقبل".
هذا وقد أشرف على الافتتاح الرسمي رفيع المستوى لفعاليات "الأيام الإقليمية للثقة الرقميّة" معالي الدكتور نزار بن ناجي وزير تكنولوجيات الاتصال بالجمهورية التونسية وثمن خلال كلمته مجهودات المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات في إطلاق الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني ووضع رؤية عربية موحدة وخطة عمل مشتركة لمجابهة جملة تحديات السلامة السيبرانية المطروحة من أجل حماية السيادة الرقمية في المنطقة وحماية البنى التحتية الرقمية من الهجمات السيبرانية، مؤكدا على ضرورة تطوير المنظومة القانونية للمجال الرقمي وتوفير الكفاءات والمهارات الوطنية مع ضرورة إيجاد وتفعيل آليات التعاون على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي باعتبار أن الفضاء السيبراني هو فضاء مفتوح وحمايته مسؤولية مشتركة.
كما تناول الكلمة معالي الدكتور محمد صالح بن عيسى الأمين العام المساعد رئيس مركز جامعة الدول العربية بتونس حيث نقل تحيات معالي الامين العام لجامعة الدول لعربية وتمنياته بالنجاح والتوفيق لأعمال هذا المنتدى مؤكدا على الاهتمام الكبير الذي توليه الجامعة العربية لموضوعات أمن البيانات / الأمن السيبراني وهو ما يستوجب تضافر الجهود العربية لأجل تعزيز الثقة والأمن في الفضاء السيبراني باعتباره ركيزة أساسية لبناء مستقبل رقمي مستدام ومشترك.
كما أشار سعادة الدكتور خالد والي مدير إدارة تنمية الاتصالات وتقنية المعلومات بجامعة الدول العربية إلى أن نجاح دولنا العربية في التحول إلى الاقتصاد الرقمي يحتاج إلى تفعيل الاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات وجزء منها الامن السيبراني، من أجل الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحد من خطر الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والدول النامية.
هذا وخصص اليوم الثاني لانعقاد فعاليات الدورة الثالثة للمنتدى البين-إقليمي للثقة الرقمية والتقييس:
حيث تم من خلاله تسليط الضوء على الدور الرئيسي الذي تلعبه هيئات التصديق الرقمي الوطنية في بناء "مجتمعات رقمية موثوقة" مع التركيز بشكل خاص على سبل تعزيز قابلية الاعتراف المتبادل والتشغيل البيني بين الدول العربية ومع دول أخرى في مجال خدمات الثقة الرقمية وخاصّة منها التوقيع الرقمي.
وقد تم تخصيص اليوم الثالث لعقد دورات تدريبية متخصّصة في مجال الثقة الرقمية والتقييس واجتماعات فرق العمل فرق العمل التابعة لمشروع المنظمة: "الشبكة الإقليمية للثقة الرقمية"،وذلك بالتوازي مع انعقاد الاجتماع الاستثنائي للجمعية العامة للمنظمة يوم 01 ديسمبر 2022.