وكشف مليك حمينة في "ماستر كلاس" التي أدارها الأكاديمي والناقد السينمائي كمال بن وناس مكانة أيام قرطاج السينمائية في مسيرة المخرج الراحل محمد الأخضر حمينة والذي غادرنا في 23 ماي 2025 مؤكدا أن مشاركته في دورة 1992 بفيلم "Automne, octobre à Alger" كانت وراء حصوله على الموزع العربي الوحيد للفيلم في تونس.
وتحدث مليك حمينة بتأثر عن تصادف يوم وفاة والده مع اليوم نفسه الذي عرضت فيه النسخة المرممة من فيلم "وقائع سنين الجمر" لأول مرة دوليا في مهرجان كان السينمائي بعد 50 عاما من منافسته على السعفة الذهبية وفوزه بها سنة 1975.
ووصف نجل الأخضر حمينة المشهد الذي يبكي فيه طفل – يتقمص الدور مليك نفسه – على وفاة شخصية "ميلود" بأنه «Matrix scene» مجسدا الصدى بين الفن والواقع. وتكمن عالمية الفيلم من منظور مليك حمينة في قدرته على ملامسة وجدان مختلف الجماهير خاصة أولئك الذين ينتمون إلى البلدان المستعمرة سابقًا ويتقاسمون قصص نضال مشابهة.
وعن ترميم أفلام والده ومنها فيلم "وقائع سنين الجمر" شدد مليك حمينة على أهمية حفظ الإرث السينمائي وإعادة اكتشافه من الأجيال الشابة مقرا في حديثه بأن الفيلم لم نل التقدير الذي يستحقه فرغم حصوله على السعفة الذهبية وهي سابقة تاريخية إلا أن الجائزة كثيرا ما طغت على الفيلم نفسه.
واعتبر مليك حمينة مشاهدة الفيلم اليوم تعيد فتح جروح عميقة خاصة في راهن عالمي يتسم بالحروب وأعمال العنف.
وتطرقت ماستر كلاس مليك حمينة عن مشوار والده السينمائي لتوارث الفن داخل العائلة متحدثا عن بداياته كممثل في أفلام والده وانتاجات سينمائية أخرى أهمها فيلم "زاد" للمخرج الكبير كوستا غافراس، قبل أن يتجه إلى الكتابة والإخراج والإنتاج.
وشارك مليك حمينة بشكل خاص في كتابة عدد من السيناريوهات مع والده، بما في ذلك فيلم"غروب الظلال" (سنة 2014) ووصف محمد الأخضر حمينة بعد هذا التعاون بأنه شخصية صارمة ومتطلبة في موقع التصوير من ناحية ومن ناحية أخرى يحترم ويقدر فريقه. وهذا الانضباط منح عددا هاما من التقنيين من بناء مسيرة مهنية لامعة.
وعن مشاريعه الحالية ذكر مليك حمينة خلال "ماستر كلاس" أنه يعمل على فيلم وثائقي عن والده محمد الأخضر حمينة معتمدا في جانب منه على كواليس تصوير فيلمه الأخير قبل رحيله في 23 ماي 2025 كما أعلن عن تطوير فيلم كوميدي موسيقي مستوحى من رواية "عرس بغل" للكاتب الجزائري الطاهر وطار.
واختتم مليك حمينة لقاءه مع الحضور في أيام قرطاج السينمائية بالتأكيد على أن اعتزازه العميق لا يكمن فقط في السعفة الذهبية وإنما كذلك في اختيار أفلام والده الأربعة في المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي وترشيحهالجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.
وكشفت أيام قرطاج السينمائية في اليوم السادس من فعالياتها الجمعة 19 ديسمبر 2025 عن الجوائز الموازية في دورتها 36 وتوج في هذا السياق فيلم "الأسود على نهر دجلة" للمخرج العراقي زردشت أحمد بجائزة لينا بن مهني لحقوق الإنسان بينما حصد الفيلم التونسي "وين يأخذنا الريح" للمخرجة التونسية آمال القلاتي جائزة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين لسينما حرية التعبير ومنحت لجنة تحكيم هذه الجائزة تنويها خاصا لفيلم "العصافير لا تهاجر" للمخرج التونسي رامي الجربوعي.
وشهد اليوم السادس من أيام قرطاج السينمائية في قسم "العروض الخاصة" عرض فيلم المخرج التونسي محمد علي النهدي "الروندة 13" وفيلم "المستعمرة" للمخرج المصري محمد راشد واستمتع جمهور شارع الحبيب بورقيبة بموسيقى نسرين جابر ضمن برنامج "Ciné Avenue ".
