كما لم يكن هذا الحضور الجماهيري الكبير مفاجئا وإنما كان ترجمة للشعبية المتزايدة التي يحظى بها هذا الفنان على الساحة الموسيقية العربية خصوصا لدى الفئة الشابة وأكد المكانة التي بدأ يرسخها بثبات في المشهد الفني المعاصر.
وقد بدأ توافد الجمهور مبكرا على محيط المسرح، حيث اختار كثيرون الإقبال مبكرا للظفر بموقع جيد في المقاعد الأمامية في ظل توقعات بحضور جماهيري كبير. وعند تمام العاشرة خفتت الأضواء ليصعد الشامي إلى الخشبة بهدوء وثقة ليخطف الأضواء أمام جمهوره.
ولم يكن يحتاج إلى مقدمة طويلة ليخاطب الحاضرين وإنما بدأ مباشرة بأغنية "جيناك" التي افتتح بها الحفل بعد مقدمة موسيقية قصيرة، لينطلق العرض بسلاسة واتساق منذ اللحظة الأولى وقد قابله ترديد الجمهور للأغاني التي حفظها عن ظهر قلب.
تضمن هذا الحفل 16 أغنية توزعت بين أعمال شهيرة وأخرى جديدة اختارها الشامي بعناية فائقة وبتسلسل مدروس. وقد أسهمت في الحفاظ على إيقاع متوازن دون رتابة. وبعد "جيناك" أدى الشامي "خذني" و"تشيل" و"يلي دار" و"بفديكي"، وهي باقة أغان تجمع بين النغمة الحزينة والطابع الإيقاعي الخفيف وشاركه الجمهور في أدائها دون انقطاع.
وتواصل نبض الإيقاعات الموسيقية مع أغاني "بلاكي" و"صبرا" ثم انتقل الشامي إلى وصلة "مدلي" دمج فيها مقتطفات من أكثر من أغنية. كما لم يفوت تقديم أشهر أغانيه مثل "دمك يا عين" ثم "يا ليل ويالعين" التي تعد واحدة من أبرز نجاحاته الأخيرة والفائزة بجائزة "أفضل أغنية" في "جوي أواردز". وقد جاءت لحظة أدائه لها ذروة الحفل حيث غنى الجمهور كلماتها بالكامل تقريبا وبصوت واحد دون حاجة لإرشاد من الفنان.
ومع اقتراب العرض من نهايته، صدح الشامي بأغنية "تحت سابع أرض" تلتها "سمتيك سما" و"ليلى" ثم "وين" و"دوالي" لتشكل هذه الأغاني امتدادا للجانب العاطفي في صوت الشامي المتسم بنبرة دافئة وتلوين صوتي متوازن. واختتم الحفل بأغنية "دكتور" التي جمعت بين أسلوب الغناء الحديث والإلكتروني.
وبين هذه المساحات الغنائية، لم يخف الفنان سعادته بهذا اللقاء. وقد عبّر عن امتنانه وتقديره لجمهوره التونسي الذي حضر بكثافة.
واكتسب الفنان الشامي هذا اللقب في تركيا حيث أطلقه عليه سكان البلدة التي يعيش فيها وذلك نسبة إلى الشام. أما اسمه الحقيقي فهو عبد الرحمان فواز. وليس الشامي مجرد اسم عابر في عالم الموسيقى العربية إذ تمكن من نحت اسمه في موسوعة غينيس كأصغر فنان يتصدر قائمة أفضل "100 فنان عربي على بيلبورد".
وحصد أربع جوائز في "بيلبورد عربية" من بينها "أفضل فنان في فئة أغاني الفلانتين" و"أفضل أغنية إندي". إلى جانب ذلك، يحصد الشامي حاليا نجاحا جديدا من خلال أغنيته المشتركة مع الفنان المصري تامر حسني "ملكة جمال الكون" التي لاقت انتشارا واسعا وحققت ملايين المشاهدات على منصات الفيديو.
ويتواصل نبض الإيقاعات الموسيقية ضمن الدورة 59 لمهرجان الحمامات الدولي، إذ يلاقي الجمهور في سهرة اليوم الأربعاء 30 جويلية المجموعة النسائية "لاس ميغاس" من اسبانيا، والتي تتميز بأسلوبها الذي يمزج بين الفلامنكو التقليدي وأنماط موسيقية متنوعة مثل الجاز والبوسا نوفا والموسيقى الغجرية.