الفنان صابر الرباعي الذي كان اعتلى ركح المسرح الروماني بقرطاج لما يناهز 20 مرة في مسيرته الفنية، حيث كانت المرة الأولى سنة 1994، سجّل في هذا العرض حضور وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي، فقدّم مصحوبا بفرقة موسيقية بقيادة قيس المليتي، سهرة استثنائية استمرّت لما يناهز ساعتيْن ونصف.
وأغدق على جمهوره بمختارات غنائية متنوعة، راوح فيها بين الطرب والأغاني الإيقاعية والأغاني باللهجة التونسية، كما راوح بين الأغاني الجديدة والقديمة. فتغنى بالمرأة واستجاب لرغبات الجمهور الذي لم يبخل في إمتاعه بباقة متنوعة من الأغاني الرومنسية التي ظلت آسرة للجمهور العربي بكلماتها وإيقاعاتها وتوليفاتها الموسيقية التي تُراوح ببراعة بين الأنماط الموسيقية التونسية والشرقية والطرب العربي الأصيل.
واستهلّ سهرته بأغنية "مغيار" و"دلولة" ثم استمع الجمهور إلى أغاني "ببساطة" و"تمنيت" و"يا للاّ" و"عزت نفسي". ومن باقة أغانيه الجديدة، ردّد صابر مع جمهوره "خلوني"، ثم أتبعها بأغاني "يا دلولة" و"الطفلة العربية". وتغير نسق العرض مجددا من الإيقاعات الشرقية إلى الألحان التونسية، إذ أدى باقة من أغاني الفنان الراحل قاسم كافي ثم من أغاني محمد الجموسي.
لقد أكد الفنان صابر الرباعي مجددا من خلال هذا الحفل على أنه نجم ساطع في سماء الفن العربي، بحضوره الركحي المميز وبإتقانه الغناء بلهجات مختلفة، وبإنتاجه الغزير والمتجدد على مدى كامل مسيرته الفنية البالغة نحو أكثر ثلاثة عقود.
واعتبر صابر الرباعي في الندوة الصحفية التي تلت الحفل مباشرة أن مهرجان قرطاج هو بمثابة تحدٍّ بالنسبة إليه ومسؤولية أكبر، فهو يرى أن التحضير لحفله على ركح المسرح الروماني بقرطاج يحظى باهتمام خاص من قِبلِهِ ومن قبل أيّ فنان يغني على ركح هذا الصّرح التاريخي العريق، ذلك أن جمهوره نوعي وبرمجته دوما تحت مجهر الصحافة والنقاد والجمهور، ملاحظا أن نجاح الفنان في امتحان قرطاج هو انتصار له.
وعن حضوره الأخير في القطر السوري الشقيق للغناء، قال الرباعي إنه تحدٍّ من نوع آخر نظرا للظروف التي عرفتها سوريا على مدى 12 عاما، مؤكدا أنه قبِل الغناء هناك دون تردّد أو تفكير ووجد في المقابل كل الحفاوة والترحاب من الجمهور السوري.