ولأن الجمهور على موعد مع دورة جديدة تنطلق في الرابع عشر من جويلية وتتواصل إلى غاية التاسع عشر من أوت المقبل فقد كان لا بد من استهلال هذا اللقاء بالحديث عن الجديد الذي يتطلّع إليه عشاق المهرجان وروّاده وهو ما جاء في كلمة السيدة هند المقراني المديرة العامة للمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية التي أشارت إلى تجديد الديكور الخاص بالركح الأثري ومحيطه على مستوى السينوغرافيا كالإضاءة والمتممات الركحية بما يتماشى مع قيمة الفضاء وعراقته.
وتحت عنوان "من قرطاج عليسة إلى سيليوم القصرين" تحدثت عن دعم مهرجان قرطاج لمهرجان القصرين الذي سيكون ضيف هذه الدورة في إطار تمكين شباب الجهات من حقهم في متابعة التظاهرات والسعي لتحقيق اللامركزية الثقافية.
"شوف الفن بعين كبيرة" هو المدلول الذي تلخص في الومضة الاشهارية الخاصة بالدورة السابعة والخمسين والتي قبل ان يخوض السيد كمال الفرجاني مدير المهرجان في تفاصيلها قدم لمحة معززة بالأرقام تستعرض ما مؤشرات الدورة السابقة وهي التي استطاعت تحقيق معادلة صعبة تتمثل في الانتصار للفنان التونسي مع المحافظة على البعد العالمي للمهرجان متوقفا عند بعض الأرقام القياسية التي سجلتها كمداخيل السهرات وتغطية عقود الفنانين من مساهمة المستشهرين والعروض الدولية الحصرية التي بلغت نسبة 6 9بالمائة من البرمجة والحضور الجماهيري الذي تجاوز ال110 ألف...
وتوقع أن يتصاعد مؤشر الأرقام القياسية خلال الدورة الحالية. وعن الدورة السابعة والخمسين وأهم ما تتضمنه برمجتها ذكر السيد كمال الفرجاني أن أربع قارات ستكون ممثلة على ركح قرطاج الأثري (أوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا) ب31 عرضا موزعا على 26 سهرة تحتل فيها العروض التونسية نصيب الأسد بنسبة 48 بالمائة، كما سيكون لرئاسة الجمهورية التونسية للمنظمة الفرنكوفونية انعكاس على برنامج مهرجان قرطاج من خلال عروض من عشرة دول أعضاء في المنظمة من بينها المغرب ومصر والكامرون وغينيا والكوت دي فوار ولبنان وفرنسا.
ثمانية عروض عربية ومثلها دولية حرصت من خلالها الهيئة المديرة للمهرجان على الاستجابة لمبدآ التنوع واختلاف التعبيرات الموسيقية والفنية عموما من بينها الاسبانية "بويكا" والامريكي "بن هاربر" والبريطاني "راغن بون مان" والمغربي "دوزي" والسوري ناصيف زيتون والجزائرية سعاد ماسي وكذلك "ثلاثي تقسيم" التركي و"ثلاثي جبران" الفلسطيني والثنائي "بيغ فلو وأولي" الفرنسي...
الافتتاح سيكون تونسي بإمضاء فاضل الجزيري في عرض يحمل عنوان "المحفل" والاختتام مصري بإمضاء محمد حماقي في أول صعود له على ركح قرطاج الأثري وبينهما عروض أغلبها موسيقية وأخرى تراوح بين المسرح والكوميديا والفلكلور...
هذا تقريبا ما يسطّر خطوط برنامج الدورة السابعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي التي تسعى هيئتها لاستضافة الالاف من شباب الجهات والأحياء الشعبية ومراكز رعاية الأطفال والمسنين ومجموعة من النساء العاملات في القطاع الفلاحي ليواكبوا مختلف السهرات في سياق مبادرة انطلقت في تنفيذها بالدورة السادسة والخمسين واستطاعت أن تترك أجمل الانطباعات لدى الجمهور الذي حظي بفرصة حضور المهرجان لأول مرة في حياته.