وجذب الفيلم أنظار جمهور السينما ونال وصلة تصفيق طويلة في عرضه الأول وصلت لعشر دقائق، كما رفعت أغلب عروضه لافتة كامل العدد، كما تغنى النقاد في أهم المواقع العالمية مثل سكرين دايلي وهوليوود ريبورتز في الفيلم بعبارات طويلة من الإشادة والمديح.
وعن حصوله على جائزته الأولى كمخرج يقول محمد كردفاني "سعيد بالاستقبال الذي قدمه جمهور مهرجان كان للفيلم والتفاعل الذي حققه، وداعًا جوليا كان نتاجًا للكثير من العمل الجاد والشغف والالتزام نحو قصة بلد مقسمة ومنغمسة طوال الوقت في الصراعات، هذا الفيلم يهدف في الأساس لتعزيز الحوار والمصالحة بين شمال وجنوب السودان، وربما تكون هذه فرصة لتذكير من نسي بأن السلام وفهم احترام الآخر ضروريان للاحتفاظ بما تبقى من أمة ممزقة".
تدور أحداث وداعًا جوليا في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب منى، المرأة الشمالية التي تعيش مع زوجها أكرم، بمقتل رجل جنوبي، ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا التي تبحث عنه كخادمة في منزلها ومساعدتها سعياً للتطهر من الإحساس بالذنب.
وداعًا جوليا من إنتاج المخرج السوداني الشهير أمجد أبو العلاء الذي مثل السودان في ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 2020 لأول مرة في التاريخ بفيلم ستموت في العشرين، كما يشاركه في الإنتاج محمد العمدة من خلال شركة الإنتاج السودانية ستيشن فيلمز.
ويقول منتج الفيلم أمجد أبو العلاء "فخور بكوني جزءً من هذا المشروع الطموح والناجح والذي يجسد كفاح أمتنا وتطلعاتها، آمل أن يستمر الفيلم في جولات عروضه الناجحة وأن يروي حكاية السودان للعالم، وأن يكون بمثابة أول قطعة دومينو تسقط ليسقط ما بعدها تباعًا حتى نصل للسلام والمصالحة الوطنية".
ويعد الفيلم مثالًا واضحًا للإنتاج المشترك إذ يجمع باهو بخش وصفي الدين محمود (RED STAR/ مصر) ومايكل هينريكس Die Gesellschaft DGS)/ ألمانيا)، وخالد عوض ومحمد كردفاني (Klozium Studios/ السودان)، ومارك إرمر (Dolce Vita Films/ فرنسا)، وفيصل بالطيور (Cinewaves/ السعودية) وعلي العربي (Ambient Light/ مصر) وأدهم الشريف (CULT/ مصر) وإسراء الكوقلي هاغستروم (Riverflower/ السويد).
الفيلم من إخراج وتأليف محمد كردفاني وبطولة الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال جنوب السودان السابقة سيران رياك ويشارك في بطولة الفيلم والممثل المخضرم نزار جمعة وقير دويني الذي اختارته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيرًا للنوايا الحسنة عن منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، وتصوير بيير دي فيليرز، ومونتاج هبة عثمان، بينما هندسة صوت لرنا عيد، وتصميم أزياء محمد المر.
ومؤخرًا تم إطلاق الإعلان الرسمي للفيلم الذي تتولى شركة MAD Solutionsتوزيعه عالميًا كجزء من خطتها في الترويج للأعمال المميزة، كما أعلنت شركة ARP Sélectionعن استحواذها على حقوق توزيع الفيلم في فرنسا.
ويقول علاء كركوتي وماهر دياب، الشريكان المؤسسان لشركة MAD Solutions"الكلمات لا تكفي للتعبير عن سعادتنا بهذا الإنجاز، الخطوة الأولى للفيلم أكثر من مبشرة وهي ليست شرفًا فحسب بل تأكيد على استحقاق الفيلم لما تلقى من استقبال جماهيري، مساهمته في تطوير صناعة السينما السودانية ووصولها للسينما العالمية، ودليل على العمل الجاد من كل المشاركين في الفيلم".
محمد كردفاني صانع أفلام سوداني، حاز فيلمه القصير نيركوك على جائزة الفيل الأسود لأفضل فيلم سوداني عام ٢٠١٧ وجائزة شبكة ناس لأفضل فيلم عربي في أيام قرطاج السينمائية، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي وجائزة أرنون بيلافيت بيليجريني في مهرجان الفيلم الإفريقي الأسيوي اللاتيني السينمائي الدولي في ميلان. عُرض فيلمه القصير سجن الكجر خلال أحداث الثورة السودانية في ساحة الاعتصام التي ضمت آلاف المتظاهرين، وكان فيلمه الوثائقي جولة في جمهورية الحب هو أول فيلم مؤيد للثورة يبثه تلفزيون الدولة. في العام ٢٠٢١ أسس استديوهات كلزيوم للانتاج بالخرطوم.