وسبق الفنان حسن حسني ان صرح عند سماعه الخبر إن تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي بجائزة فاتن حمامة التقديرية هو أهم جائزة في حياته، وكأنه حصل على جائزة الأوسكار. اما لحظة صعوده على الركح و استلام درع التكريم فقد كانت لحظات فارقة في تاريخ مهرجان القاهرة السنمائي حيث اتفق الحاضرون بان حسني يستحق التكريم اذ لمسنا حساسية الموقف فالكل كان محبا مقدرا مبجلا لهذا الفنان الذي اعطى الكثر للسينما و للفن المصري ...
في حين كان هو يمازح الجميع و لعل كلمته التي بقي صداها يرن في الاذهان كافية لتلخيص قيمة هذا التكريم " الحمدلله لحقتوني قبل ما موت " و لم يكن ذلك كافيا بل احتفى به المهرجان بعد يوم من الافتتاح و كان الموعد اليوم الاربعاء 21 نوفمبر مع لقاء صحفي اختفاء بحسن حسني اين بدأ الناقد الفني، طارق الشناوي المؤتمر الصحفي ، بهذه الكلمات " لم تكن الأيادي التي تصفق بل كانت القلوب تحتفي به" متحدثًا عن كم الترحيب الذي لاقاه حسني ليلة افتتاح المهرجان من الحضور.
وتطرق الشناوي في حديثه عن الكتاب الذي كتبه عن الفنان القدير، قائلًا "أخذ الكتاب مني جهدا كبيرا، بالمقارنة بكتب أخرى قمت بتقديمها، وهذا لا يرجع فقط للكم الكبير، ولكن كون فنان بقيمة حسني له كل هذا الحب في قلوب الجميع، كان الجزء الأصعب في الكتاب.
وأضاف أنه نادرًا ما نجد فنانا تظهر إنسانيته من خلال أعماله، وهذا ما وجدناه في جميع أعمال حسن حسني، وأضاف أنه من الممكن أن نطلق عليه "فنان مربع"، أي فنان يجيد العمل في الأربعة مجالات، وهي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون، بل وحقق نجاحًا بهم جميعًا.
واستطرد الناقد الفني، طارق الشناوي، كلامه، قائلًا "كثير من نجوم الكوميديا يعتمدون على بعض المصطلحات والإفيهات لإضحاك الجمهور، بعكس حسن حسني الذي يعتمد على الإبداع، وهو ما يظهر في اعتماد مخرج بقيمة، عاطف الطيب، عليه في العديد من أعماله، وهو ما يؤكد أن الفنان حسن حسني، ملهم لأي كاتب سيناريو أو مخرج".
كمنا أكد محمد حفظي رئيس المهرجان و الذي جلس على طاولة حسن حسني محتف به أن هذا التكريم ليس تكريمًا للفنان حسن حسني، بل تكريمًا للمهرجان، موجهًا الشكر للفنان الكبير على قبوله هذا التكريم الذي جاء بعد اجماع لجنة الاختيار على إعطائه تلك الجائزة، وهي جائزة فاتن حمامة عن مجمل أعماله.
وأضاف حفظي "حسن حسني له فضل كبير على أبناء جيلي ما بعد 2000، حيث ساعدنا كثيرًا، سواء فنانين أو مخرجين أو منتجين، على سبيل المثال أنا كمنتج كان في بعض الأحيان يقدم أعمالًا مجاملة، وغير ذلك من المساعدات التي لا ينكرها أحد، لذلك أرى أننا يجب علينا إعادة اكتشاف أعماله وأدواره". اما المنتج محمد العدل الذي كان ضمن حضور الندوة، فقد وصف الفنان حسن حسني بـ"المشخصاتي"، قائلا "أنت لك فضل على هذا الجيل بأكمله، سواء في الجانب الكوميدي أو التراجيدي، فنانين أو مخرجين، خلال 20 عامًا الماضية، حيث أنك قمت بدعمهم جميعًا، لذا أقدم لك الشكر على كل ما قدمته".
وأوضح العدل أن "حسن حسني هو المكرم الوحيد الذي لم يحصل اسمه على أي اعتراض داخل لجنة الاختيار، مثل بعض الأسماء الأخرى التي قدم نجد عليها بعض التحفظات أو الملاحظات، وهو عكس ما وجدناه عند طرح اسمك للتكريم هذا العام".
اما الفنان القدير حسن حسني فقد بدأ كلمته بالتعبير عن سعادته بالمهرجان، ومدى روعة حفل الافتتاح، مشيرًا أن تكريم القاهرة لا يمكن أن يتم تفويته، وذلك لعراقته وتاريخه الكبير، كما يجب أن نفخر بمصر، كونها أقدم دولة تقدم سينما في الشرق الأوسط.
وفي حديث عن أدواره وتاريخه الفني، قال حسني "طوال عمري لا أبحث عن اسمي أن يوجد في التترات، الأهم هو القيمة التي أقدمها من خلال العمل، أحيانًا كانت تقدم لي أعمالًا دوري بها من الصفحة الأولى حتى الأخيرة، وكنت أرفضها، وعلى العكس كانت هناك أعمال أقدم بها مشهد واحد، وتترك أثرًا مثل دوري في فيلم (الهجام) لا يستطيع أحد حذف دوري من الفيلم، لذلك أريد أن أثبت في ذاكرة المشاهد بعد كل عمل أقدمه، ولا أكون مثل صفحة بيضا تعبر أمامه".
أما عن أفضل ممثلي الكوميديا الذي تأثر بهم، فأكد حسني "أن كل الجيل السابق من الكوميديانات تأثر به، وأنا أستاذه التي تعلم منه هو الجيل الفائت كله، ليس في تقليد أو تكرار الإفيهات التي يقدمونها، ولكن في طريقة الأداء والتعبير، مضيفًا "عندما تأتيني الشخصية أترك حسن حسني جانبًا، وأضعه داخل الشخصية وأتركها هي التي تقودني وليس العكس، لأني في البداية قدمت دور شر مع المخرج الكبير عاطف الطيب، وبعدها كانت كل الشخصيات التي أقدمها في ذلك الإطار وهو الشر، حتى اتبعت تلك الطريقة التي تجعلني داخل الشخصية، وأعيش كل تفاصيلها كأنها حقيقية".
