زايد المؤسس
خلال حلقة ليلة أمس تم بث تقرير حول "صرح زايد المؤسس" الذي تم تدشينه قبل عدة أيام على كورنيش أبوظبي؛ تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تخليداً لذكرى مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بحضور أصحاب السمو حكام الإمارات، وفي مقدمتهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله،وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. كما حضر مراسم التدشين سمو أولياء العهود، وسمو الشيوخ، وعدد كبير من المسؤولين، وذلك كي يبقى "إرث الشيخ زايد سيظل محفوراً في عقول وقلوب أبناء هذا الوطن الذي أرسى لبناته الأولى" كما صرح سمو نائب رئيس الدولة، خاصة وأن "مدرسة زايد ستبقى واحدة من العلامات المضيئة في تاريخ دولة الإمارات والمنطقة" كما قال سمو ولي عهد أبوظبي.وقد جاء تدشين الصرح بالتزامن مع إطلاق "عام زايد" الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيانرئيس الدولة، بمناسبة مرور 100 عام على مولد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. ويسلط الصرح الضوء على الغرس الطيب الذي زرعه الشيخ زايد في نفوس المواطنين والمقيمين، والرؤية القيادية الفذة التي كان يتمتع بها، كما يحتفي بالأثر الإيجابي الكبير له على مستوى الدولة والعالم.ويمنح الصرح أجيال المستقبل شعوراً بالتواصل العميق والارتباط بشكل أكبر بالقائد المؤسس، ويمكنهم من استلهام أفكار مبتكرة.
زايد ملهم الأجيالكما قدم البرنامج تقريراً عن إيلاء الشيخ زايد – رحمه الله - جلّ اهتمامه للشباب باعتبارهم ثروة الوطن. إذ كان يحرص على دعوتهم للتسلح بالعلم والأخلاق والإلمام بالتاريخ وبالظروف الصعبة التي عاشها الآباء والأجداد، كي يسهموا بدور فعال في خدمة البلاد، من حيث الإنتاج والعطاء والالتحاق بمختلف ميادين العمل للحفاظ على المكتسبات الوطنية التي حققتها مسيرة الاتحاد، باعتبار الشباب "درع الأمة وسيفها والسياج التي يحميها من أطماع الطامعين" كما قال الشيخ زايد، وهو الذي منحهم اهتماماًكبيراً ليكونوا حماة الأرض والهوية والثقافة والمجتمع. والذي كان يؤكد مراراً وتكراراً على ضرورة أن يتم إعدادهم جيداً كي يقدموا إنجازات وخدمات هامة للإمارات دولةً وحكومةً،خاصة وأنها كانت تسير نحو الريادة.
الشعراء في مهرجان الوحدات للرماية
وخلال الحلقة أيضاً تم بث أحداث زيارة الشعراء لمهرجان الوحدات المساندة السادس للرماية الذي انطلقت فعالياته يوم الأحد الماضي في منطقة الريف بأبوظبي، تحت شعار "عام زايد". واطلع الشعراء على فعاليات المهرجان المدنية منها والعسكرية، وخلال زيارة ميادين رماية الصحون والشوزن ورماية القوس والسهم؛ عاش الشعراء تجربة الرماية.
الشاعر د.خميس المقيمي في ضيافة البرنامج
استضاف "شاعر المليون" ليلة أمس الشاعر العماني خميس المقيمي الذي شارك في البرنامج بموسمه الأول، وخلال استضافته سأله حسين العامري عن مشاركته في "شاعر المليون"، والأثر الذي تركه على المقيمي في صياغة مسيرته الشعرية. فأكد الشاعر من جهته أن أحداث الموسم الأول خالد في ذاكرته، الذي أثّر على تجربته الشعرية ابتداءً من مناوشاته مع د. غسان الحسن،وانتهاءً بعلاقته المستمرة مع بقية الشعراء، وخصوصاً الشاعر محمد بن فطيس المري. وأضاف المقيمي أن لأبوظبي الفضل فيما وصل إليه شعراء الدورة الأولى من البرنامج، حيث كان الرهان على نجاحهم كبيراً، ولولا ذلك ما وصل شعرهم إلى الناس في جميع أنحاء الوطن العربي.
وتركز السؤال الثاني حول مميزات الشعر العماني، فأوضح المقيمي أنهمتفائل في هذه النسخة بشعراء عمان، فهم سفراء الساحة العمانية التي تزخر بخامات لم تحتك بالإعلام، واشتغلت على أدواتها الشعرية بعمق وكثافة، وأن الشعر العماني مختلف بشكل ملحوظ، ولم يتكشف بعد.
وحول تجربة المقيمي في تحكيم "شاعر المليون للأطفال"، ودور برامج الشعر عموماً في غرس الوعي الثقافي لدى الأطفال؛ قال الشاعر: أذكر التفاصيل البسيطة الجميلة التي تشكل لبنات أساسية في بناء جيل مهتم بالشعر والثقافة والقراءة بعيداً عن ملهيات الحياة الأخرى التي تجذبهم، فأظن أنها كانت رسائل مهمة وعظيمة في تكوين جيل فاهم ومطلع.. وكأنني أرى أحداث الحلقات اليوم فهي حاضرة في ذاكرتي بكل جمالياتها إذ كان الأطفال يحفظون أشعارنا ويلقونها أمامنا للتحكيم.
وفي رده على السؤال الرابع الذي تناول تجربته في القصائد المغناة، وكذلك ترجمة بعض قصائده للغة الإنكليزية؛ لفت المقيمي إلى أنطموح أي شاعر الوصول إلى أكبر شريحة من الناس حتى وإن خاض تجربةَ كتابيةً أخرى مثل الرواية إن كان يتمتع بهذا الحس. وبخصوص القصائد المغناة فهو ليس توجه– كما قال - إنما تمكناً من القصيدة وخصوصاً الوطنية منها، والتي نالت استحسان ملحنين هامين في السلطنة، ولدى الشاعر الرغبة لاحتراف النص الوطني غير المستهلك. أما بالنسبة لترجمة قصائده؛ فإن الحالة ما تزال تشكل هاجساً لديه، مؤكداً ندرة ترجمة القصائد العامية، إذ لم يسلط الضوء في الترجمة على هذا اللون من الشعر.وقد أنشد المقيمي قصيدة من قديمه المتجدد:
يا موطن الفخر وكبار العزيمة يا دار زايد لك غلا في المحاني
دمت امارات الفعول العظيمة يا واثقة مجد وشموخ وتفاني
ذا عام زايد والمكارم نسيمه تحققت فيه الرؤى والأماني
يارب في الفردوس الاعلى نسميه نشهد عاش قايد وباني
وهذي علوم الخير عقبه مديمه في ظل ابو سلطان فخر الزمان
كمل باسم زايد مسيرة كريمة شاد الصروح انسان قبل المباني
وعونه حليف النصر ضد الهزيمة بوخالد اللي مثل حد السمان
يا شيب عدوانه وكسرة خصيمه للشعب ظل وريف من جاه عاني
يا سبع دانات الوفا والحشيمة حصنت داناتك بسبع المثاني
لك في عمان الخير قدر وشيمة غلاك واضح ما يبا ترجماني
في قلب قابوس المكارم مقيمه وحن قلب قابوس الذي في المحاني
مكانة مع طيبين الشكيمه مصيونة من شر حاسد وشاني
ما اعرض بها ناقلين النميمه طابت مكانة من قديم الزماني
سعدك اذا جاد السعد والغنيمة وفالنايبات صدورنا درع ثاني
من مسقط الى بوظبي سقت ديمة تمطر وفا في حبكم يا خواني
فيها الوفا على العهود القديمةنصه إماراتي ونصه عماني
شعراء الحلقةالثامنة
ليلة أمس قدم آخرُستة نجوم في المرحلة الأولى نصوصهم النبطية التي رأوا أنها ستؤهلهم إلى الانتقال للمرحلة الثانية التي تتضمن 24 شاعراً من أصل 48، وكانت المواجهة الشعرية بين شاعرين من السعودية، وشاعرين من الكويت، وشاعر من الأردن،وشاعر من سوريا، فمثّل السعودية: سالم حواس الحازمي وفهد عوض العازمي، ومثّل الأردن صالح الهقيش الصخري، فيما مثل الكويت فيصل عايض العتيبي ومبارك الفغم الرشيدي، أما مهنا الماضي الشمري فمثّل سوريا.
واستطاع الشاعرانصالح الصخري ومهنا ماضي الشمري من الانتقال إلى المرحلة الثانية بعد اتفاق أعضاء لجنة التحكيم على تأهيلهما، حيث حصل الصخري على أعلى درجة وهي 48، والشمري على 47 درجة.
وقد استوجب ذلك من بقية الشعراء الذين تأهلوا بدرجات أقل الانتظار حتى الأسبوع المقبل لإعلان نتائج التصويت، وهم: سالم حواس الحازمي 42 درجة، ولكل من مبارك الفغم الرشيديوفهد عوض العازمي45 درجة، فيصل عايض العتيبي46 درجة.
من جهته أوضح الناقد سلطان العميمي أنه سيتم الإعلان عن آلية ومعايير المرحلة الثانية خلال الحلقة المقبلة، والتي تتمثل في تنافس 24 شاعراً.
في مديح الشعر والشاعر
سالم الحازمي ألقى قصيدته التي تناول فيها الشعر والشاعر، وقال في أبيات مطلعها:
تولم يا قصيدي واشمخ بحرفي وخلك طور وقدم أصحاب راعين الجزايل قدّم الفكره
تحيزم لا تحسب ان دربنا يا قافنا ميسور أمامك عاصفة حزم القصيد ولازم تعبره
ترى هاليوم هاذي حزّتك بالموقف المشهور أبيك إن جيت تارد للقراح ولا نجي كدره
أنا ناخيك يالشعر الشمالي لا يجيك قصور مدامك في بساتين القصايد هات لي زهره
مدام اني قدرت أصبح بجزلك شاعر مشهور عساك تحقق الحلم البعيد اللي قضى صبره
أشارد. غسان الحسنإلى أن موضوع القصيدة الذي اختاره الشاعر عن الشعر والمسابقة غدا مطروقاً بكثرة فيالمسابقة، وهو ما قد يضعف الإبداع في القصيدة والصور الشعرية.
وأضاف: حفلت قصيدة الحازمي بالصور والخيال الشعري، لكن الموضوع وقف عند حد معين، مما اضطر الشاعر لتكرار الصورة من أجل خدمة معنى واحد، فمالت القصيدة للمباشرة في أربعة أشطر متتالية. أما خاتمة الأبيات فهي من الكلام المستهلك العادي، وفيها تراكيب ليست من صنع الشاعر. ثم تطرق الناقد إلى جزء آخر من القصيدة، معتبراً أنه متماسك وشاعري جداً، ويزخر بالصور الشعرية الثرية الجميلة.
فيما أكد الناقد سلطان العميمي على تقليدية القصيدة والمباشرة الواضحة فيها، إلا أن حضور الشاعر جاء منسجماً مع الفكرة. كما لفت إلى خصوصية نحا إليها الشاعر، وانحصرت في شحذ الشاعر همته من خلال مخاطبة أشعاره.غير أن الخطاب لم يتطور من ناحية الحدث أو الفكرة. وتطرق العميمي إلى أنالقصيدة لا تقدم تجربة ذاتية، إنما مقدرة الشاعر على الصياغة والتنوع في أساليب الكتابة الشعرية، وهو ما منح القصيدة جمالاً.
من جانبه قال الناقد حمد السعيد:أبدع الشاعر وحلق في سماء الشعر، مشيداً بحضور الحازمي على المنبر، وبالصور الشعرية التي جاء بها، وبتوظيفه معاني البادية.وأطرى الناقد على عدد من أبيات القصيدة لما فيها من عمق شاعري، كما في البيت:(ماريد الحلم يرقى للسما لو هي تضييق صدور/ وياخذ منها سمو القصيد وغيمها حبره)
أسراب حروف الصخري
صالح الصخري ألقى قصيدته "قناديل الأمل" التي تتحدث عن مسيرته في الشعر والحرف والمعاناة الذاتية، وعن وصوله إلى "شاعر المليون"، وقد قال في الأبيات الأولى من قناديل أمله:
مثل ليل الوصال اللي على العاشق يمرّ بهون تمرّ أجمل مواعيد الامل من عمري الآتي
واجي لهفه مثل هذا الحنين العاقل المجنون أدوّر في عناوين الضيا أجمل محطاتي
مسافاتي من أسراب الحروف تشكّل المضمون ألين اربت على كتف البلاغة بافصح أبياتي
مسافر بين ريضان المعاني فاتنٍ مفتون أجبّر كل جنحان انكساري بانتصاراتي
عنيت وجيت بشفاه القصيدة ساجعٍ بفتون أرتّب كل فوضاي الحزينة بابتساماتي
بدأ الناقد سلطان العميمي بالتعليق على القصيدة ووصفها بالرشيقة الخالية من الحشو، بالرغم من كثرة التفعيلات، وأشار إلى اشتغال الشاعر الجيد على نصه ولغته أثناء خوضه رحلته في الشعر والحرف، مبدياً اعتزازه بذاته، وبتمسكه بالأمل، وبعدم قبول السقوط، والذي جسده في شطر بيته:(كفرت بكل خيبات الزمن وآمنت في ذاتي)
حضور الشاعر لفت الناقد حمد السعيد، وهو ما دفعه للقول إن ذاك الحضور أثراه النص الشعري وترابطه العميق، بالإضافة إلى اعتزاز الشاعر بذاته على الرغم مما واجهه الشاعر خلال حياته من صعوبات. ثم أشار السعيد إلى البيت الشعري الذي اعتبره مليئاً بمعاني السلام والانسجام النفسي، والذي تجسد بقول الشاعر: (يدي مثل الحمام اللي طمح لمعانق الزيتون/ تصافح كل من مروا تعب في حلم راحاتي)
د. غسان من جانبه قال: إن النص مدهش، وفي قمة غرضه الفني والشعوري الذي بني عليه. وإن التصوير الذي أتى به الشاعر لم يخِلّ بتماسك السياق العام للموضوع. ثم أشار د. الحسن إلى أن الصورة الشعرية لدى الشاعر هي صورة مركبة، وأشبه بالصور البانورامية. في حين أن التصوير كله مبتكر من صنع الشاعر الذي جاء بتراكيب تنتمي إلى ذاته، وليست ملتقطة من موائد الشعراء. وفي النص يبرز كذلك انتماء الشاعر إلى اللغة الواضحة غير المقعرة، التي تمكّنه من رسم خطوط صور شاعرية مدهشة. وختم د. الحسن تعليقه بالقول: إن الإيمان بالذات خلاصة من خلاصات القصيدة.
العازمي يعدُّ أمانيه
فهد العازمي ألقى على مسامع اللجنة والجمهور قصيدة "عد الأماني" التي وصفها الناقد حمد السعيد بالرقي، وهي التي بدأها الشاعر بالأبيات التالية:
استوحش الليل صمتي واستقر الكلام وشرّعت بوابة أوراقي بوجه قلمي
واستبشرت عيني بصبحٍ كساه السلام حتى أصبح الصبح عن جرح المسا بلسمي
على المبادي بديت أزيح ظلم الظلام كنّ الألم جرحي وكنّ الأمل مرهمي
سلّيت سيف العظام اللي يقص العظام الضرب حامي وأنا حامي ماني محتمي
والعزم عدّ الأماني والأماني حيام وعلى طريق التفاؤل قمت أحث قدمي
لين استقرّيت في مرقب رقوه الكرام وقلت لوجيه الأماني ف الحياة احلمي
وأشاد السعيد بالنص، كونه يرتكز على مبادئ أخلاقية. كما أشار إلى ترابط الفكرة ومخزون الشاعر اللغوي، والمحسنات البديعية التي تلاعب بهاالشاعر في بعض أبياته، وهو أمر لا يتقنه إلا شاعر متمكن. ومن الأبيات التي أعجبت السعيد وأعجبته (كحلتها بالطموح المحتزم بالمقام/ ووسمتها باسمي اللي للجروة سمي). ثم وصف البيت الأخير بأنه مسك الختام، حيث يتضح فيه النضوج الشعري والفكري (حقه علي البياض أليا غشاه الجهام/ وحقي عليه الحسافه لا ركزت اعلمي).
أما د. غسان الحسن فقد قال إن النص يدل على حضور شاعر متمكن مما جاء به في القصيدة التي اعتمد في بنائها على أسلوبين، الأول يتمثل بالجملة الفعلية وهو (الحدث) الذي اتسم بالتطور، وهذا أمر يحسب للشاعر،والأسلوب الثاني المتمثل في الجملة الاسمية ووجود حدث غير متطور، وهذا يدل على وعي الشاعر بأسلوبه، ومتى يستخدمه، وقد نجح في التوفيق بين الأسلوبين.
ولفت د. الحسن إلى استناد الشاعر على المحسنات البديعية من جناس وطباق، معتبراً أن في ذلك تجميل للغة النص وليس لبنائه الأساسي، وأن عدم الإكثار منها هو الأسلم، إذ ارتكزت قصيدة الشاعر على المحسنات والتي جاءت على حساب الشاعرية.
الناقد سلطان العميمي أبدى إعجابه باستخدام الشاعر المحسنات البديعية التي زادت الأبيات جمالاً، مؤكداً أن القصيدة إنما هي تجسيد للصراع القائم في ذات الشاعر، والذي برز من خلال الإبداع في تنوع الأساليب.
طوق نجاة العتيبي
"طوق منجاتي" هو عنوان القصيدة التي ألقاها فيصل العتيبي، والتي قال في مطلعها:
يا صبح التباشير اخذني من ظلام الليل وحشني ضياك ووحشة الليل مأساتي
لو انّه سكون الكون والستر والتعليل ولو انّه النديم اللي درى عن معاناتي
لكنّك عليها كنّك الذكر والتنزيل تعيد الأمل ف الروح وتلثم شتاتي
حظوظي فياف جدب مبطية من السيل سنا النار فيها كرّه الصرصر العاتي
تراقب طلوع سهيل وسهيل وين سهيل عليها يجي ويروح كم عامٍ سكّاتي
بدأ التعليق د. غسان الحسن، وقال إن اللمسات الموجودة في النص جميلة، وقلما يتمكن الشعراء من إتقانها من الناحية الموضوعية. مشيراً إلى أن الشاعر خدم قصيدته بالخيال، وبالتصوير، وكذلك بالتعليل.
وقسم د. الحسن القصيدة إلى قسمين، أحدهما أقوى من الآخر، غير أن الجمال الشعري تركز في الثلث الأخير من القصيدة، حيث تألقت العبارات الشعرية والسبك الشعري. ومن الأبيات التي أشاد بها د. الحسن: (متى تظفر ايامي من الغار والاكليل/ واصافح يد الأحلام واصحي سباتي).
ونصح د. غسان بضرورة تجنب العبارات التي لا تنتمي إلى الشاعر، مثل الجمل المقولبة، والتراكيب التي ورد في القصيدة مثل: (ظلام الليل، الحمد والتهليل,.....)، خاصة وأن الشاعر لا تعجز هالكلمات، ولا القدرة على جلب ألفاظ خاصة به.
وقال الناقد سلطان العميمي في تعليقه إن القصيدة بعيدة عن التكلف، وبها سهولة ممتنعة، وصياغتها بذاك الإتقان لا يأتي لأي شاعر . حيث اعتبر الناقد أن النموذج الذي قدمه الشاعر جاء جميلاً من ناحية التصوير الشعري وبأسلوب متميز لا يشبه غيره، مثل المقارنات الكثيرة، كالصراع بين النور والظلام، وهو ما ورد في القصيدة بألفاظ مختلفة، وهو صراع بين الأمل واليأس، ولهذا كان التوازن في رسم المنتاقضات موفقاً.
فيمااستأنس الناقد حمد السعيد لاستخدام الشاعر وزناً هجره الشعراء، وهو طرق المنكوس. ثم تحدث عن النص الوجداني الذاتي، مشيراً إلى تكريس الشاعر لثلاثة أبيات امتدت في خطاب الليل. كما نوّه السعيد إلى تكرار مفردة (سهيل) ثلاث مرات في بيت واحد، الأمر الذي ما يوحي بشح الكلمات لدى الشاعر، إلا أن للناقد منظوراً آخر، حيث اعتبر ذلك توظيفاً موفقاً يخدم المعنى الذي قصده العتيبي.
رحلة الرشيدي مع الشعر
مبارك الرشيدي ألقى نصه "سلم التعريف" الذي تحدث فيه كذلك عن الشعر وقوافيه، وعمّا يعتمل داخله من مشاعر وأحاسيس ترجمها بحرفة كتابة القصيد، وقد قال في أبياته الأولى:
من الوحي يحيا صوت سامي عن التحريف سقا الشعور وللسما طيّر أسرابه
رعى الهمّ صدره لين جاوز به التكليف طرقه الحماس وللأماني فتح بابه
تجرّيني احلامي لو انه الطريق مخيف عزاي الحضور اللي محى سيرة غيابه
على أول طلوع المجد يا سلّم التعريف تجود بك ايدين من الهوّ مرتابه
ما يروي ضما جرد القوافي سحابة صيف وأنا للدفاتر وسم ومزون صبّابه
قسم الناقد سلطان العميميالقصيدة إلى قسمين، أولهما يدور حول المسابقة ومشوار الشاعر إليها، والثاني يتجه نحو مخاطبة المحبوبة. ولهذا كانت المفردات ملائمة لجو القصيدة. وأشار إلى أن الشاعر في النصف الأول من قصيدته يعيش قلق المشاركة في "شاعر المليون"، غير أن هذا القلق هدأ عند الحديث مع المحبوبة، فالصور الشعرية جميلة، وقد تمكن الشاعر من توظيف المعنى.
من ناحيته أكد الناقد حمد السعيد أن الحديث عن النص يطول، وذلك لجماله، وتسلسله، ولصورهالجميلة، وللمشاعر المتجسدة في الصور الشعرية بشكل بارز.
في حين ذكر د. غسان الحسن أن المنهج في حديث الشاعر عن مسيرته الشعرية والمسابقة جاء واقعياً، وأضاف على القصيدة سمة جيدة، بالرغم من تكرار الموضوع. واعتبر د. الحسن توجس الشاعر وخوفه من خوض المسابقةموفقاً في تعزيز الصدق الفني والموضوعي للقصيدة، وهو أمر يحسب لما جاء به الشاعر.أما الموضوع الآخر في القصيدة فلم يكن طارئاً، فهناك إلهام تثيره المحبوبة نابع من تباهي الشاعر بإبداعه في القصيدة.
الشمري في حب الوطن
مهنا الماضي الشمري كان آخر شعراء الأمسية، ألقى قصيدة ركز في على الوطن. وتحت عنوان "وطن الحب" ألقى قصيدته، والتي جاء في أبياتها الأولى:
تلبّد الغيم واحتاج المطر للهطول وابتلّ دفتر غيابك عقب جدب السنين
الليلة الشعر ساري والمسافة تطول والعاصفة هودت لين المشاعر تبين
يا هاجسي مرت الصدمة وراح الذهول وبديت أتمتم تفاصيل الوجع للحنين
البارحة كانت افكاري مجرد فلول تفرقت في ظلام البارحة تستعين
يا حلم هود ترا ما فاز منهو عجول اترك تفاصيل همك فوق ضلع متين
في تعليقه عن النص الذي جاء به مهنا؛ قال الناقد حمد السعيد إننا نقف احتراماً لهذا النص الواضح، وإن كان الشاعر يحاول إخفاء ذلك بصوره الشعرية، وعبر توظيف شاعريته. حيث دمج في قصيدته بين موضوعين حيويين، وهما الوطن المتمزق بين طوائف الزيف، والدخول منه إلى مشواره في الوصول إلى المسابقة، وقد استوقف الناقد بيت الشاعر (مثل الجبل لا بكى دمعه مداد السهول/ ولا السهل لا ضحك يعطي الفقار اطحين).
كما أشاد د. غسان الحسن بالنص الصادق. حيث وُفِّق الشاعر في استحضار الشعر، إلى أن بلغ التأزم النفسي مداه. ثم أشار د. الحسن إلى جماليات الأبيات الأولى التي وجدها تعبّر عن الاحتشاد النفسي، ورأى الحسن أن الفاصل الشعري جاء في البيت (رمحين في صدري المنهك تهد الرحول/ الرمح الاول بلادي وانت رمحك مكين).
إلا أن د. الحسن توقف عند المساواة بين الرمحين، وتلك قضية إنسانية عامة قارنها الشاعر بقضية شخصية بحتة، لكنه لم يوفق في مقارنته. ومع ذلك فإن الشاعر يتمتع بذكاء شعري، أصاب به عدة أهداف جوهرية في معنى النص.
وفي تعليقه لفت الناقد سلطان العميمي إلى أهمية القصيدة وموضوعها عن الإرهاب والصراعات المزيفة التي تختبئ تحت ستار الدين، وقال: توقفتُ عند البيت الذي قال فيه الشاعر (مادام خير السنابل ضيعته الحقول/ على ثقال الرحى وش طاح غير الانين)، نظراً لعمق الصورة الشعرية فيه، وتوظيف الشاعر لمفردة(الرحى)، لما تثيره من صوت وحركة وطاقة، والربط بين هذا الصوت وصوت الأنين.
ومع ستة شعراء ستبدأ أحداث الحلقة التاسعة (الحلقة الأولى من المرحلة الثانية)التي ستنطلق يوم الـ13 من الشهر الجاري، ليلتقي كل من صالح العنزي وراشد بن قطيما المري من السعودية، وعلي سالم الهاملي من الإمارات، وعبدالله الطائي من سوريا، ومحمد الخطيمي الخالدي من الكويت، ومانع الهميمي من اليمن.