و"الخوف" قدّم هدية للمتلقي بإعادة النظر في مرآة الذات من زاوية أخرى، في المسرحية اشتغال على حالة استنفار قصوى تفرض على الشخص أو الشخصية سواء فيخرج، مع ظهور عوامل محرّضة كالجوع وفقدان الأمل والتجرد من الضوابط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ذلك الوحش الكامن فينا.من جهتها، اعتبرت لبنى مليكة المخرج الفاضل الجعايبي "أسطورة" باعتباره فنانا جديّا للغاية وتتمثل الجدية في وضع الممثل في وضعيات وأفكار تحرض على الإبداع والإضافة، فالشخصيات وقعت في ظروف قاسية للغاية لذلك فطبيعي إذا أن يخرج الحيوان في أي شخص مضيفة أن عملية ولادة شخصية "شمس" (دورها في مسرحية الخوف)، والتي تقترب من شخصها كثيرا، تطلبت الكثير من العمل والنقاشات والارتجال وهنا تستطرد مليكة بأن تجربة الجعايبي لا تكتمل إلا بوجود جليلة بكار فهي التي تعمل مع الممثل على مستوى النص والدراماتورجيا لذا الإضافة "البكاريّة" مهمة وأساسية في تجربة الجعايبي ككل.
وعن العمل مع الفاضل اعتبرت مليكة أن على الممثل أن تكون له آليات عمل ويطوّر من معارفه وذاته كي يبدع ويقترح ويقدم نظرة عن العالم أيضا. أما عن الجانب الإستشرافي في مسرحية "الخوف" فقالت مليكة " هناك جانب اللاوعي الذي يتحدث عن اللاوعي الجماعي أيضا ومنذ مسرحية "خمسون" قيل أن الفاضل الجعايبي يستشرف الواقع التونسي وهو أمر يعود إلى حساسية الفنان التي من شأنها أن تعطي نظرة عن قادم الأيام. وتتلخص أحداث المسرحية في عاصفة رمليّة جعلت مجموعة كشفية تحتمي بمستشفى مهجور ليفرض عليهم حصارا ولتتكون علاقات مشوهة بين الذات والآخر ولإخراج أو اكتشاف الوحش الكامن في كل ذات إنسانية.
هذا وتكون الخوف في الإفتتاح الرسمي لمهرجان المسرح العربي على الساعة السادسة و النصف مساءً بالمسرح البلدي.