أخيرا مسرحية الكونتاينر لحافظ خليفة تعرض أمام الجمهور يوم الأحد 14 نوفمبر 2021 بقاعة الفن الرابع

أخيرا مسرحية الكونتاينر لحافظ خليفة تعرض أمام الجمهور يوم الأحد 14 نوفمبر 2021 بقاعة الفن الرابع

تدور أحداث المسرحية داخل حاوية شحن للبضائع the containerبالانقليزية  le conteneurبالفرنسيةوبداخلها خمسة مسافرين خلسة حارقين عبر البر من جنسيات عربية مختلفة تكتنفم الحيرة والخوف من المصير المجهول متحملين مختلف انواع الاستغلال والاذلالفي سبيل مستقبل افضل.

قُدم نص المسرحية بعديد لغات العالم لما يتضمن من معاناة انسانية قلّ ما سلط عليها الأضواء ألا وهي الهجرة السرية عبر البر ومعاناة المهاجرين الهاربين من الموت ومن التعذيب والاغتصاب والتسفير والتدجين والدمغجة فالهجرة السرية هي معاناة انسانية لا تقتصر على بلد دون آخر فالألم واحد والقهر واحد والخوف واحد مهما تعددت مظاهره

مسرحية الكونتاينر ليست مثل الأعمال السابقة لحافظ خليفة المعروف بخصوصيته في الإخراج وباعتماده عناصر  الإبهار الفرجوي والملابس الفخمة والإنارة  والجمالية الفرجوية فقد حاد هذه المرة عن نواميس الفرجة المسرحية المعهودة واقدم على التمرد على الإخراج الكلاسيكي المتعارف عليهم من ركح وانارة وموسيقى وتحية للجمهور وتمرد أيضا على الفضاءات الشاسعة والسينوغرافيا المتحركة ، ليخوض مغامرة مسرح تجريبي دون إنارة مسرحية مفتعلة أو ديكور  أو فضاءات مفتوحة ودون حتى موسيقى بل  اعتمد على بطاريات واضاءة خافتة فقط داخل فضاء ضيق  جدا وهو الكونتاينر.

الوجه الآخر للهجرة السرية عن طريق البر

ومنذ أن تم عرض مسرحية "الكونتاينر " لحافظ خليفة أمام لجنة الشراءات بوزارة الثقافة حتى خلق عديد التساؤلات كيف يمكن للجمهور العريض مشاهدة هذا العرض وسط مساحة سينوغرافية ضيقة؟.

تنطلق الاحداث داخل كونتاينر فضاء ضيق مظلم خانق يختبئ داخله خمسة لاجئين من بلدان عربية من تونس ومن سوريا ومن العراق ومن الصومال كاشفين عن ألمهم وخوفهم ومعاناتهم ، ويدفع المخرج  الجمهور لمعايشة الحدث و الفعل الدرامي والوقوف على معاناة هؤولاء  الحارقين  بالحضور جنبا إلى جنب مع الممثلين ليصبح هذا الجمهور الحاضر  جزء من الحكاية و  شاهد على المأساة وكأنه و عنصرا مهاجر ا حتى تكتمل حالة التاثير و التطهير .

وهنا يكشف المخرج عن مدى فضاعة الهجرة بجميع أنواعها سواء كانت البرية او البحرية فهي معاناة إنسانية لا حدود لها وأثارها النفسية وخيمة فإذا كانت الهجرة البحرية تطغى عليها صورة قوارب الموت وسط البحار  وأشلاء الجثث المتفرقة في المحيطات وعلى حافة الشطوط إلى أن الهجرية عن طريق البر لها وجه آخر من المعاناة لا يمكن للإنسان إدراكها إلا إذا عاش تفاصيل احداثها،وتفاصيل أحداثها يمكن معايشتها في مسرحية الكونتاينر رفقة الممثلين المبدعين البشير الصالحي ، أميمة المحرزي ، جميلة كامارا ، رمزي سليم ، نادية تليش ، عبد القادر الدريدي ، آدم الجبالي ، وفي التقنية  والتوضيب الركحي رياض التوتي ، محمد دبيشي و فتحي الزمزي

Sat Lights

شارك في نشرتنا الاخبارية واحصل على صور حصرية & ورسالتين اخباريتين كل شهر
Casibom