الهجوم التركي على سوريا فور خروج القوات الأمريكية، لابد أن يكون بسلاح قوي، قادر على رد الفعل ضد أوروبا إذا ما تحركت ورفضت هذا الهجوم.
رجب طيب أردوغان لم يتجرأ أن يدخل في مواجهة مع القوات الأمريكية التي كانت متواجدة في سوريا، لكن ما إن خرجت هذه القوات، وجد أنه يملك القوة في مواجهة مع أوروبا، وإن لم تكن عسكرية.
السلاح الوحيد الذي يملكه رئيس تركيا، وفاوض به أوروبا من أجل الدخول إلى الإتحاد، هو أيضا نفس السلاح الذي ابتزهم به، وأخذ ملايين الدولارات، وهو الذي هدد به عندما هاجم سوريا.
سلاح أردوغان ضد أوروبا، والذي استقوى به، وهاجم سوريا، هو اللاجئين، حيث هدد بفتح الحدود لهم للتدفق على أوروبا.
و قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده سترسل اللاجئين السوريين لديها، الذين يصل عددهم إلى 3.6 مليون، إلى أوروبا إذا صنفت الدول الأوروبية التوغل العسكري التركي في سوريا على أنه غزو.
وقال أردوغان، في خطابه الأول بعد انطلاق العملية العسكرية التركية في شمال سوريا: "أيها الاتحاد الأوروبي، إذا سميتم هذه العملية العسكرية "بالغزو"، فسنفتتح بواباتنا ونرسل 3.6 مليون لاجئ سوري إلى أوروبا".
وأضاف أن تركيا ستبقي مقاتلي داعش المسجونين، في السجون، بالمناطق التي سيقتحمها الجيش التركي، وأكد أنهم "سيتولون أمر داعش".
وأوضح أن الجيش التركي قتل 109 مقاتلا من القوات الكردية في شمال سوريا، منذ انطلاق العملية العسكرية. أردوخان لازال يحلم بعودة الابمراطورية العثمانية، ورغم سقوط الحلم على أرض مصر، مع إزاحة حركة الاخوان المسلمين، لازال يأمل في أن يبدأ من جديد على أرض الشام، من سوريا.
وفي ردود الفعل الدولية، ذكرت مصادر دبلوماسية، أن بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة، تقدمت بطلب لعقد اجتماع طارئ مغلق لمجلس الأمن، لبحث العملية العسكرية التركية في سوريا. وطالب رئيس الاتحاد الأوروبي، جان كلود يونكر تركيا، بوقف عمليتها العسكرية ضد المسلحين الأكراد في شمال سوريا، قائلا لأنقرة إن الاتحاد لن يدفع أموالا لإقامة ما يسمى بـ"المنطقة الآمنة" في شمال سوريا. فهل ينجح أردوغان في أن يأتي بحلمه من أرض سوريا؟ أم أنه نهايته وحلمه ستكونان هناك؟