كانت العلاقات المصرية التركية قد شهدت توترا كبيرا مما دفع القاهرة إلى تخفيض تمثيليتها الدبلوماسية في انقره، وكان عبد الرحمن صلاح آخر سفير مصري في تركيا.
وكان تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي المصري في تركيا إلى درجة قائم بالأعمال عام 2013.
وفي سابقة لم تحدث في عالم الدبلوماسية قام السفير المصري السابق بانقره، عبد الرجمن صلاح بتأليف كتاب حول أسرار العلاقات المصرية التركية.
الكتاب عنوانه "كنت سفيرًا لدى السلطان" يحتوي على 14 فصلا، وتم إلحاق بها 6 ملاحق عن حوارات صحافية متنوعة. الكتاب يساعد على فهم وتحليل المجتمعين السياسيين في مصر وتركيا والعلاقات المصرية التركية في تلك الفترة.
ويتحدث الكتاب عن أحداث الحقبة ما بين الأعوام 2010-2013 المهمة في تاريخ البلدين، وذلك من خلال سرد مواقف شارك فيها، أو زيارات متبادلة، أو أحداث خفية كان شاهداً عليها.
وجاء في الكتاب، أن تركيا مليئة بالتناقضات: مثل عمق التديّن الأناضولي مع تطرف العلمانية، ومثل السعي لتطبيق المعايير الغربية في كل نواحي الحياة، مع الاتفاق الشعبي والرسمي أن الغرب يُحيك المؤامرات ضد تركيا لتفريقها وتقسيمها.
ويكشف كتاب "كنت سفيرًا لدى السلطان"، عن أسرار جديدة في ملف العلاقات المصرية-التركية قبل وبعد ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011، منها أن الأتراك اعترفوا بتحريك تظاهرات ضد مصر في أنقرة واسطنبول بسبب إغلاق مصر لـ "معبر رفح"، وأن مسؤولاً في حزب "العدالة والتنمية" الحاكم قال لسفير مصري "يجب أن تحمد الله أننا لم نقتحم سفارتك".
ويضيف الكتاب "كانت سياسة مبارك وقتها هي تضييق استخدام معبر رفح البري في تمرير المساعدات الإنسانية للقطاع، خوفاً من أن تتهم إسرائيل مصر بتهريب أسلحة داخل تلك المساعدات.
كما أن مبارك كان يستخدم المعبر وسيلة للضغط على حماس من أجل إخضاعها، ولدفعها إلى التصالح مع حركة فتح". كان التحفظ وعدم الثقة يسودان علاقة مبارك بإردوغان، وتجسد ذلك في عدم حرص وزير الخارجية المصري وقتها أحمد أبو الغيط على حضور المؤتمرات التي تقام في تركيا.
لكن هذا الفتور القلِق كان له جانب آخر مهم للغاية يجري في الكواليس، على خلفية إخضاع إردوغان الجيش التركي للسلطة المدنية، وفق نموذجه للحكم الإسلامي العلماني، ويرى صلاح أن مبارك كان يخشى وقوع مثل هذا السيناريو، الذي لاقى استحسان واشنطن، في مصر.