في إطار وفائها الدائم لتوجّهاتها الثابتة ومنها إنشاء برمجة ثقافية متنوعة ومشتركة بين مختلف المؤسسات مع إبراز نقاط قوة كلّ منها يطلق المركّب الثقافي الجامعي( Campus Culture ) برنامج " Factory Fest " وهو مهرجان طلّابي بدأه طلبة معهد الدراسات التجارية العليا بقرطاج (IHEC ) و جامعة " باريس - دوفين - تونس " (Dauphine-Tunis) والمعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية بالمرسى (IPEST ) و " هولبرتون سكول تونس " (Holberton School ) وكذلك المعهد العالي للسمعي البصري والسينما (ESAC Gammarth ) .
ويحتوي البرنامج على أفلام ومعارض ولقاءات وموسيقى حول مواضيع مختلفة يختارها الطلبة للإستفسار عن عالم المؤسسة : مواضيع قطاعية على غرار الأعمال في الرياضة أو الموضة والجمال ومواضيع شاملة وعامة على غرار القيادة أو الرفاهية أو الصعوبات في العمل أو المسائل النسوية أو كذلك الرأسمالية المراقبة (Capitalisme de surveillance ). ومن الناحية العملية سيتمكن الطلبة من مشاهدة الأفلام في غرفة مخصصة (CinéMadart) ومن تقدير الصورة المعروضة على شاشة كبيرة ومناقشتها مع الإضاءة الجيّدة للأستاذة المبرّزة في الأدب أنس بن يوسف .
وسيتمكن الطلبة والطالبات أيضا من زيارة المعارض على غرار Bijoux d'artistes وهو معرض للفن المعاصر بتكليف من La Boîte (هيكل دعم للفن المعاصر في تونس) الذي يجمع بين إبداعات مصغرة لثلاثة فنانين تونسيين كبار وهم مريم بودربالة وأمل بنيس و مالك قناوي.
وفي البرنامج أيضا عرض أزياء بيئي - مسؤول بالشراكة مع Maft وهي منصة على الأنترنات مخصصة للمصممين الناشئين شاركت في تأسيسها مريم العوادي المتخرّجة سابقا من معهد الدراسات التجارية العليا بقرطاج. وسيكون هؤلاء الطلبة قادرين كذلك على المشاركة في " كاراوكي " من الأغاني ذات النصوص القوية التي تندّد أو تطالب بنظام اجتماعي جديد ثم حضور الاجتماعات واللقاءات المنظمة في مختلف المؤسسات المعنية بالمركّب الجامعي الثقافي حول مواضيع مختلفة على غرار " أين هو العمل في الرياضة اليوم في تونس؟ " أو " الموضة والجمال في زمن " كل شيء طبيعي" : تأثير مجدّد أم تأثير رافع (liftant ) ؟.
وفي نفس الإطار سيتم توفير تدريب عملي في إدارة المهرجانات طوال فترة المهرجان بدعم ومرافقة من المتخصصين الثقافيين المقترحين من Agora التي كانت سباقة في إنشاء " مهرجان القرب " المشابه للصيغة التي اعتمدتها Factory Fest.
وتعتبر " Factory Fest " شريكا لبلدية قرطاج. ومن خلال هذه الشراكة يبرز المهرجان رغبته في الانفتاح على بيئته خاصة مدينة قرطاج التي تعرف بأنها منطقة ثقافية غنية بسكان يفوق عددهم 18 ألف نسمة وتراث أثري يبلغ 407 هكتارات تمثل 63.5٪ من مساحتها.
وللتذكير فإن " المركّب الثقافي الجامعي " هو برنامج يعمل على تطوير الثقافة في مختلف الفضاءات الجامعية. وقد تم تأسيسه سنة 2021 من قبل جامعة باريس- دوفين - تونس ومعهد الدراسات التجارية العليا بقرطاج والمعهد التحضيري للدراسات العلمية والتقنية ومدرسة هولبرتون بالشراكة مع Agora و " النجمة الزهراء " . وهو يجمع المؤسسات المعنية بدمج الفنون والثقافة في المسار الدراسي لطلبتها.
ولا شكّ أن الأمر يتعلّق هنا بشراكة مبتكرة بدأت برغبة في تقريب " المسافات " بين طلبة من مختلف المستويات وإنشاء جسور لهم مع المؤسسات العامة والخاصة في تونس.