بفضل جهود كبيرة بذلتها الإمارات منذ العام 2005، وانضمّت لها فيما بعد 11 دولة عربية وأجنبية، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بتاريخ 16 نوفمبر 2010، عن تسجيل الصقارة كتراث إنساني حي في قائمتها التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، وذلك خلال اجتماعات لجنة التراث الدولية الحكومية بمنظمة اليونسكو، والتي انعقدت حينها في نيروبي بكينيا.
وقد شارك في إجراءات التسجيل وإعداد الملف المشترك 12 دولة بقيادة الإمارات، حيث انضمّت لها فيما بعد كل من السعودية، بلجيكا، التشيك، فرنسا، كوريا، المغرب، إسبانيا، سوريا، قطر، ومنغوليا. وبعد نجاح إجراءات التسجيل في عام 2010 انضمت للملف عام 2012 دولتا النمسا والمجر. وفي عام 2016 انضمت كل من البرتغال، ألمانيا، إيطاليا، باكستان، وكازاخستان. أما في عام 2019 فقد طلبت كل من بولندا، كرواتيا، هولندا، وسلوفاكيا، الانضمام لعملية التسجيل.ومن المتوقع انضمام المزيد من الدول في الأعوام القادمة.
وبذلك، فقد تضاعف عدد الدول المشاركة في ملف الصقارة ليبلغ اليوم 22 دولة، بينما توسّعت رقعة انتشار الصقارة عالمياً بعد 11 عاماً على تسجيلها في اليونسكو لتُمارس اليوم بشكل مشروع في 90 دولة، بفضل عملية التسجيل الناجحة التي قادتها الإمارات، حيث وصفت لجنة الخبراء في اليونسكو الملف بأنّه الأفضل في تاريخها من حيث العلمية والموضوعية والجودة ودقة المعلومات وشموليتها.
وبمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للصقارة، والذي تمّ اعتماده ليكون في 16 من نوفمبر كل عام، توجّه معالي ماجد علي المنصوري، الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، رئيس الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة (IAF)، بخالص الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ولصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مؤسس نادي صقاري الإمارات، ولسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس النادي، للدعم الكبير الذي يتم تقديمه من قبل أصحاب السمو الشيوخ لجهود ومشاريع حماية التراث الإنساني، والذي تُعتبر الصقارة إحدى أهم عناصره، وتوفير أسس التعاون المشترك بين مختلف الشعوب والثقافات، وذلك في إطار استراتيجية الحفاظ على التراث العريق للإمارات، وبما ينسجم مع سياسة الدولة الهادفة لنشر ثقافة السلام والتسامح، وسيراً على ما زرعه المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيّب الله ثراه - في قلوب أبناء الإمارات من عشق للتراث والاعتزاز به.
وأشاد معاليه بتضافر جهود كافة الجهات والمؤسسات المعنية بالتراث والثقافة في الدولة، بدعمٍ ومتابعة مباشرة من أصحاب السمو، وهو ما أثمر عن إدراج الصقارة والعديد من عناصر التراث الثقافي الإماراتي الأصيل لدى اليونسكو، بما يعنيه ذلك من عائد ثقافي واجتماعي وسياحي مُهم لدولة الإمارات.
جدير بالذكر أنّه، وتقديراً للدور الهام والفاعل لدولة الإمارات في مجال الحفاظ على التراث الإنساني وصون الصقارة والصيد المُستدام، فقد اختير مؤسس نادي صقاري الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيساً فخرياً للاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة(IAF) في عام 2017.
وتُعتبر دولة الإمارات من أوائل الأعضاء في الاتحاد العالمي للصقارة من خلال عضوية نادي صقاري الإمارات مُنذ العام 2003، حيث يُعتبر الاتحاد المؤسسة العالمية الوحيدة التي تمثل رياضة الصيد بالصقور، ويضم في عضويته 110 نادياً ومؤسسة معنية بالصقارة تُمثّل 90 دولة تضمّ في مجموعها ما يزيد عن 100 ألف صقار حول العالم.
في سبتمبر الماضي، أعلن الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، عن إعادة انتخاب معالي ماجد علي المنصوري الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، بالإجماع رئيساً للاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، لمدة 3 سنوات جديدة تبدأ مطلع 2022، وذلك في ختام أعمال الجمعية العمومية للاتحاد، والتي عُقدت على هامش فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية (أبوظبي 2021)، ما يعكس الثقة العالمية المُتنامية بقُدرات دولة الإمارات، وخبرات أبنائها في كل ميدان، وتقدير الدور الكبير الذي قام به معاليه في تطوير أنشطة وفعاليات وإنجازات الاتحاد خلال السنوات الماضية، وتعزيز علاقاته الدولية مع المؤسسات الإقليمية والدولية، المعنية بصون الصقارة والتراث الإنساني، وفي مُقدّمتها منظمة اليونسكو.
يُذكر أنّ الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، عقد خلال فعاليات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، سلسلة ندوات وورش عمل مُختصّة حول "مُستقبل رياضة الصيد بالصقور"، وذلك بالتعاون مع كلّ من منظمة اليونسكو ونادي صقاري الإمارات.وشكّلت ورش العمل الغنية، خطوة هامة لتعزيز قُدرات الدول المشاركة في ملف تسجيل الصقارة في اليونسكو، ولكافة مجتمعات الصقارة في جميع أنحاء العالم على حدّ سواء.
وأرجع غاري تيمبرل، المدير التنفيذي للـ ( IAF)، والمُشاركون في الاجتماع، الفضل لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، في نمو وتطوّر وتوسّع الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، والذي أصبح يضم في عضويته اليوم 90 دولة في العام 2021 ، مُقابل 35 دولة في عام 2004 عند مُشاركته للمرّة الأولى في معرض أبوظبي للصيد.
وقال إنّ المعرض استضاف على مرّ السنين العديد من المؤتمرات الناجحة حول الصقارة وسُبل المحافظة عليها، وهو ما ساعدنا بشكل مباشر على المُساهمة في تعزيز مُبادرات دولة الإمارات العربية المتحدة الرائدة، وفي مُقدّمتها تسجيل الصقارة في اليونسكو ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي.
من جهته أشاد وليم فرينهووك، عضو الاتحاد العالمي للصقارة، بالجهود الدؤوبة لدولة الإمارات في العناية بالصقور بدعم رسمي من أعلى المستويات، مُنوّهاً إلى وجود تحدّيات عديدة أمام المهتمين بصون الصقور وسلالاتها على مستوى العالم، غير أن الإمارات كانت ولا زالت دائما سباقة في هذا المضمار، ما جعلها تُخصص لها إمكانات ضخمة ومؤسسات ومعارض عالمية على أرقى مستوى من أجل تعزيز ثقافة الاهتمام بالصقارة بين الناس من مختلف الثقافات والجنسيات. كما أنها تدعم باستمرار جهود الاتحاد العالمي للصقارة من أجل تحقيق أهدافه في زيادة الوعي بالصقور وقضاياها في الحاضر والمستقبل، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على سلالاتها النادرة الموجودة في بلدان عدّة، فضلاً عن مُساهمتها الفاعلة في بحوث وعمليات تطوير ورعاية مزارع الصقور المكاثرة في الأسر.