يحتفل الأمازيغ هذه الأيام بدخول عام 2970، ويختلف تاريخ الاحتفال بهذا العيد بين الأمازيغ بين يومي الثاني عشر والثالث عشر من يناير، ويختلف الموعد بين تونس والجزائر والمغرب.
السنة الأمازيغية مرتبطة بالتقويم الفلاحي وبفصول العام ويصعب تحديد تاريخ دقيق لدخولها، لذا تعرف أيضا بـ"السنة الفلاحية".
ويطلق على ينّاير أيضا أسماء مختلفة منها "إيض ينّاير" أي ليلة يناير و"إيض أوسكاس" أي ليلة السنة. ومن أشهر عادات الاحتفال برأس العام الأمازيغي ذبح الأضاحي وتوزيع الأكل على ضعفاء الحال، وتسمّى هذه العادات في بعض المناطق الجزائرية "لوزيعة" يعدّ بعض الجزائريين أيضا طبقا كبيرا من الحلويات والمكسّرات والفواكه المجفّفة ثم يسكب الطبق على رأس أطفال العائلة ليكون حياتهم القادمة حياة خير وسعادة حسب معتقدهم، ثم يوزّع الباقي بين الأطفال والكبار.
كما يصنع الجزائريّون في ينّاير "الغرايف" وهي فطائر محلاّة تسمّى "البغرير" في بعض المناطق. ويزرع بعض المحتفلين بينّاير شجر الزيتون في أوّل يوم من السنة الجديدة.
ويشتهر الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في بلدان شمال أفريقيا بأكلات معينّة تعدّ خصيصا لهذه المناسبة لعلّ أبرزها الكسكسي، الذي يشترك فيه أغلب المحتفلين بالعيد على اختلاف طرق إعداده.
يعدّ المحتفلون في المغرب طبق "تاكلا" وهي مزيج من الدقيق والماء والملح والزبد والعسل، وتسمّى بالعربية "العصيدة" ويعدّها كذلك التونسيّون من الأمازيغ وغيرهم.
وغير العصيدة، يعدّ التونسيّون الكسكسي للاحتفال برأس السنة الأمازيغية. وبعض العائلات في المدن تطبخ "الملوخية" "حتى تكون السنة القادمة سنة خير" أو سنة "خضراء" كما يقولون في إشارة إلى المحصول الوفير والرخاء.
تشهد الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية فعاليات ثقافية مختلفة يرتبط أغلبها بالفلاحة والمواسم الفلاحية. كما تتضمّن الاحتفالات أيضا محاضرات وأنشطة أكاديمية مختلفة تهدف إلى التعريف بالحضارة الأمازيغية وتاريخها وتناقش أيضا القضايا المتعلّقة بالأمازيغ ومشاغلهم وثقافتهم ومكانتها في مجتمعاتهم.
ويرى بعض الأمازيغ أن لا أهميّة للاعتراف الرسمي برأس السنة من عدمه وإنما الأهم حسب رأيهم هو تمسّكهم بالاحتفال به. وفي هذا الشأن جدل مستمر يتجدد في كل مناسبة مثل هذه في دول شمال أفريقيا التي زاد فيها في السنوات الأخيرة تشبثّ أمازيغيِي الهويّة بمقومّات هويّتهم وبمطالبهم باعتراف دولهم بهذه المقوّمات سواء أن كانت اللغة أو الفعاليات الثقافية أو غيرها من خصائص هذه الثقافة وأهلها.
وهناك خلاف حول نقاط عديدة منها ترتيب هذه المطالب ضمن أولويات الدولة ومنها أيضا الجدل حول ما إذا كان "الاعتراف" الرسمي بهذه الثقافة وخصائصها عنصرا يخدم التنوّع الثقافي والحضاري لهذه البلدان أم أنّه عامل جديد يقسّم الشعب ويفرّق بين مكوّناته؟
يُتّهم بعض النشطاء في مجال الدفاع عن حقوق الأقليات و"الشعوب الأصلية" أيضا بالتطرّف والعنصرية.
وفي حال المدافعين عن حقوق الأمازيغ في شمال إفريقيا عادة ما تكون الاتهامات التي تشاع وتوجّه لبعضهم متركّزة حول معاداة الإسلام ومعاداة العرب وغيرها من التهم التي قد ترتكز في بعض الأحيان على خلافات قديمة بين الثقافتين العربية والأمازيغية في شمال إفريقيا قبل أن يختلط المكوّنان ويتعايشا ليفرزا مجتمعات شمال إفريقيا الحديثة باختلافاتها الثقافية والعناصر المميّزة لها عن الشرق.
لا يوجد تعداد دقيق للأمازيغ في مختلف بلدان شمال أفريقيا كما تتعدّد أيضا اللهجات التي تستخدمها المجموعات والمجتمعات المختلفة من الأمازيغ في كلّ منطقة.