الذكاء الاصطناعي يقرأ النوايا، ويستبدل الفأرة بالفكرة

حقق 3 باحثون فنلنديون خطوات هامة للربط بين الإنسان والأجهزة، حيث تمكن الذكاء الاصطناعي من خلق صور مطابقة للأفكار.

ربما ابتعد الباحثون عن طريقة مشروع إيلون ماسك لزرع شرائح مع أقطاب كهربائية في الدماغ، فيما يتعلق بالواجهة العصبية المباشرة، وهو أسلوب غير جائز، بينما استخدموا الأساليب الجائزة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو تخطيط كهربية الدماغ.

وتطلب التصوير بالرنين المغناطيسي معدات ثقيلة، لذلك لن نرى في أي وقت قريب جهازا قادرا على متابعتنا في كل مكان لمسح نشاط الخلايا العصبية.

من جهة أخرى، يعدّ تخطيط كهربية الدماغ أقرب ما يمكن إلى التقنية المحمولة، حيث توجد بالفعل إصدارات يمكن توصيلها بالهاتف الذكي.

وفي عام 2011، كان مختبر غالانت بجامعة كاليفورنيا في بيركلي (The Gallant Lab at UC Berkeley) كان قد نجح في إعادة بناء الصور التي يراها المتطوعون بدقة من خلال نشاط القشرة البصرية لديهم.

وبعد مرور عام، نجح فريق ياباني في فك تشفير الإشارات المقابلة للصور التي حلم بها الأشخاص عندما كانوا يخضعون لفحص الدماغ.

وقع اختيار كل من لوري كانغاسالو وميشيل سبابي وتوكا روتسالو، العاملين بقسم علوم الحاسوب في جامعة هلسنكي (University of Helsinki) لإجراء تجاربهم من أجل دفع الواجهة بين الإنسان والأجهزة إلى أبعد من ذلك.

وهنا، لم يعد الأمر يقتصر على مسألة كتابة حرف أو استبدال الفأرة بالفكرة، وإنما شمل التقاط البيانات في العقل من أجل تصورها.

كيف تمت الدراسة؟

الدراسة هي الأولى من نوعها التي تم فيها تصميم عرض المعلومات بواسطة الحاسوب وإشارات الدماغ في وقت واحد باستخدام أساليب الذكاء الاصطناعي”.

طلب العلماء من مجموعة تضم 31 متطوعا التفكير في فئات من الوجوه، سواء لصغار أو كبار في السن -نساء كانوا أو رجالا- وأثناء تسجيل موجات الدماغ المرتبطة بذلك قدموا لهم لأول مرة وجوها تم إنشاؤها بواسطة الحاسوب مع بعض الخصائص.

من جانبه، قال البروفيسور توكا روتسالو، المؤلف المشارك في الدراسة، “تجمع التقنية بين ردود الفعل البشرية الطبيعية وقدرة الحاسوب على إنشاء معلومات جديدة”.

وأضاف روتسالو، أنه “خلال التجربة، طلب من المشاركين النظر فقط إلى الصور المحوسبة، وقام الحاسوب بعمل نموذج للصور ورد فعل الإنسان باستخدام تفاعلات الدماغ البشري، ومن هنا يمكن للحاسوب إنشاء صورة جديدة تمامًا تتوافق مع نية المستخدم”.

من خلال تطبيق هذه المبادئ، يمكن جعل الحاسوب يتخيل ما يفكر فيه الشخص ويعرض الصور المقابلة، ويمكن استخدام هذه التقنية في علم النفس وعلم الأعصاب المعرفي.

من جهته، قال روتسالو “إذا كنت ترغب في رسم شيء ما أو توضيحه وكنت غير قادر على القيام بذلك، يمكن للحاسوب مساعدتك في تحقيق هدفك عن طريق مراقبة مركز انتباهك والتنبؤ بما ترغب في إنشائه”.

وفي هذا الصدد، أوضح ميشيل سبابي أن “هذه التقنية لا تتعرف على الأفكار، وإنما تستجيب للارتباطات التي نكوّنها مع الفئات العقلية”.

إذا تمكن الذكاء الاصطناعي من فك تشفير الصور الموجودة في دماغ الإنسان، فسيكون بالإمكان تخيل الانحرافات المحتملة في حال النجاح في تفصيل وتحليل الأفكار أو ارتباطاتنا اللاواعية بمساعدة هذا النوع من التكنولوجيا.

Sat Lights

شارك في نشرتنا الاخبارية واحصل على صور حصرية & ورسالتين اخباريتين كل شهر