ودون الاستاذ محمد بن رجب على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
هذه التدوينة التي تعيد ستلايت نشرها.
كان اللقاء بالحضور فرصة لاثارة بعض الذكريات ذات التاريخ المنغرس في تربتنا الثقافية كنت شاهدا عليها منذ نهايات الستينات الى اليوم.. مع التركيز على مظاهر التطور والتقدمية والحداثة في الحراك الثقافي التونسي الذي عرف حلقات مترابطة انطلقت منذ الثلاثينات مع جماعة تحت السور وابي القاسم الشابي مرورا بفريد غازي وتوفيق بكار وصالح الڨرمادي والمنجي الشملي الذين كانوا قد أسسوا مجلة* التجديد *التي عبرت عن قفزة نوعية في الفكر الحداثي إثر الاستقلال.. وهذه الجماعة كانت ولا شك هي التي وضعت أسس ومقومات الطليعة الأدبية التي قامت علي إبداعات جيل مبدع جديد من أمثال عزالدين المدني وسمير العيادي والطاهر الهمامي ومحمد صالح بن عمر و الحبيب الزناد ومحمد مصمولي.. وسوف عبيد ومحمد احمد القابسي ورضوان الكوني.. وغيرهم.. دون أن ننسى الأبواب التي انفتحت لهذه الجماعة على المستوى الرسمي مع الوزير محمد مزالي مؤسس مجلة الفكر والذي أصبح فيما بعد الوزير الأول في الثمانينات والوزير البشير بن سلامة رئيس تحرير مجلة الفكر..
التي تبنت حركة الطليعة وخاصة جماعة في غير العمودي والحر وقد إحتضنت جريدة العمل من خلال ملحقها الثقافي والأدبي الشهير الذي اداره الحبيب الجنحاني وعزالدين المدني.. كل ذلك الحراك الإبداعي الجديد الذي لا يمكن القفز عليه إطلاقا عند التأريخ للثقافة التونسية المعاصرة والحديثة والأسماء التي استعرضناها في الأدب والفكروالفنون أحدث أصحابها اذن مسارات جديدة في القصة والرواية والشعر وفي النقد..
وقد تمكنت هذه الجماعة من التأثير على الساحة الثقافية تأثيرها عميقا فاحدثت فيها حراكا كبيرا في المسرح مع محمد إدريس والنصف السويسي والأفضل ااجعايبي والفضل الجزيري. وفي الموسيقى مع محمد الڨرفي وحمادي بن عثمان وفي الفن التشكيلي مع نجيب بلخوجة.. كلهم أحدثوا نوعا من القطيعة مع السائد والمألوف والعادات والتقاليد الأدبية وأطلق ا العنان لتجارب إبداعية مهمة أصبح لها تاريخ إثر في الفكر وجعل تونس مرتبطة بالابداعات العالمية المتطورة التي كرست الحداثة والتغيير...واثراء الأدب التونسي بنكهة جميلة.. مع عمق فكري ناهض.. نحو مستقبل مشع... وفي الاثناد تعرضت الي الحديث عن تأسيس المهرجان الوطني للادباء الناشائين الذي اطلق حركية في الساحة الأدبية بنكهة شبابية خلاقة بعد زوال الطليعة بحوالي 15سنة يمكن أن نعتبرها مرحلة جديدة او حركة أدبية ثرية لها علاقات وشائجية مع الطليعة... قد تكون أعطت اكثر مما أعطته هذه الطليعة.... وكان هذا المهرجان وراء تأسيس مهرجانات أخرى في كامل الجمهورية... وهو ما أحدث أجواء جديدة للثقافة والأدب في تونس...
وبرزت إسماء في عالم القصة والشعر والرواية ذات تجربة مهمة.. و تطلعات جديدة.. لم تكن بعيدة في ثورتها وتجاوزاتها عما حدث في تونس بعد 14جانفي......
وغدا أفضل هذا غيض من فيض في هذا اللقاء الجميل وبالمناسبة أشكر كل الذين حضروا اللقاء وشاركوا في تنشيط الذاكرة... أمثال سوف عبيد ومحمد جابلي وزهرة الحواشي وبسمة مرواني و عادل معيزي وسلمي الجلاصي وشمس الدين العوني وخالد درويش وعمر السعيدي وأحمد جليد ونزار الحميدي.. وأشكر السيدة سهام بالتومي و السيدة أمامة الزاير مع الاماني لهما بمزيد العطاء والتألق فيه.......